نام کتاب : إثارة التّرغيب والتّشويق إلى المساجد الثّلاثة والبيت العتيق نویسنده : الخوارزمي، محمد بن إسحاق جلد : 1 صفحه : 262
الموضعين تطلب مغيثا عند ذلك الجهد ، فلما سعت بين الصفا والمروة نزلت
عليها الرحمة ، وفرّج الله عنها الكربة ، وفجّر لها وأنبع لها عينا معينا وهى زمزم
شراب الأبرار ، وكذلك من اقتدى بفعلها وعمل مثل عملها ؛ يتوقع له الرحمة والمغفرة
، ويخرج من مضيق عالم الكربة إلى فضاء عالم المغفرة كما رحمها الله تعالى وفرّج
عنها ، وذلك أعظم الفرج إذ هى أعظم الكربة ـ قال الله عزّ وجلّ : (إِنَّ
الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ)[١]. فعظمهما الله تعالى وأعلمهم أنها من شعائر حجهم
ونسبهما إليه.
ثم يخرج من مكة
فى اليوم الثامن من ذى الحجة من الباكر إلى منى ليوافى بها صلاة الظهر ، ويسمى هذا
اليوم يوم التروية ؛ لأنهم كانوا يتروّون فيه من الماء ويحملون إلى منى وعرفات ؛
لأنه ما كان فيهما من الآبار كما هى فيها الآن [٢].
وقيل : لأن
جبريل عليهالسلام أرى إبراهيم عليهالسلام مناسكه فى هذا اليوم.
وقيل : لأن آدم
عليهالسلام رأى حواء فيه بعد ما هبط إلى الأرض [٣]. والأول المشهور.
وينزل بمنى مع
الناس اقتداء برسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ويستحب أن يقيم فيها يوم التروية ويصلى بها الظهر
والعصر ، والمغرب والعشاء ، ويبيت تلك الليلة بها حتى يصلى صلاة الصبح من يوم عرفة
بها. وهذه البيتوتة ليست بواجبة ، وإنما هى للاستراحة والهيئة ؛ فإن فعلها فقد
أحسن ، وإن تركها فلا شىء عليه إلا أنه يكون مسيئا ؛ حيث ترك الاقتداء بالنبى صلىاللهعليهوسلم ؛ وترك السنة مكروه إلا لضرورة [٤].
فإذا صلى الصبح
بها من يوم عرفة ، يمكث هنيهة إلى أن تطلع الشمس على ثبير [٥]. وهو أعلى جبل بمنى. وإن راح قبل طلوع الشمس جاز ؛ إلا
أن الأفضل