نام کتاب : إثارة التّرغيب والتّشويق إلى المساجد الثّلاثة والبيت العتيق نویسنده : الخوارزمي، محمد بن إسحاق جلد : 1 صفحه : 190
الفصل الأربعون
فى ذكر أسرار الحج والحكمة الإلهية الأزلية
فى ضمن الإشارات التى تتعلق بها
واعلم يا أخى
كحل الله تعالى بنور اليقين بصر بصيرتك ، ونبه عن سنة الغفلة قلبك وسريرتك ، وانظر
بحقيقة حقيقتك ، وتيقن عند إحرامك إجابة الداعى ، وعند تجردك من المخيط لبس الكفن
، وعند التلبية نداء الحق سبحانه وتعالى ، وأى عارف تفكر فى هذه الأسرار العجيبة
فهم ، وأى عاقل تأمل فى الآيات الغريبة ألهم أن هذه العبادات ملازمة رسم يدل على
باطن مقصود به تزكية النفس وتجلية الروح وإصلاح القلب ؛ لأن حقيقة التعبد : هو صرف
القلب وحضرة رب القلب.
واعلم أن هذه
العبادات كلها تنبيهات ، فليتنبه السالك المسافر عند ترك العيال والأطفال ،
ومفارقة الأهل والأولاد على قطع العلائق الشاغلة ؛ لينفرد عن العوائق المانعة
بخدمة الخالق الخفية ، ويلوى باطنه عن الخلائق الفانية ؛ لأن من انقطع عن العلائق
وتجرد عن العوائق شاهد رب الخلائق.
ولتنظر بأى بدن
قصدت ، وبأى باطن حضرت ؛ فإنه لا ينظر إلى الصور ، ولكن ينظر إلى الصدور ؛ قال
رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن الله لا ينظر إلى صوركم ، ولا إلى أعمالكم ، ولكن
ينظر إلى قلوبكم ونياتكم».
وقال رويم ـ رحمه
الله ـ : للعارف مرآة إذا نظر فيها تجلى له مولاه وهى القلب.
وروى عن موسى
صلوات الله عليه وسلامه فى مناجاته ، قال : أين أنت يا رب؟ قال : أنا فى قلوب
عبادى المؤمنين.
ويروى فى
مناجاة داود عليهالسلام قال : أين أنت يا رب؟ قال : عند المنكسرة قلوبهم
والمندرسة قبورهم ، فيلحظ إذا أمره المحرم بإكثار الزاد والماء ؛ لخوف بعد
نام کتاب : إثارة التّرغيب والتّشويق إلى المساجد الثّلاثة والبيت العتيق نویسنده : الخوارزمي، محمد بن إسحاق جلد : 1 صفحه : 190