واعلم يا أخا
الصفا بالوفا قواك الله على طاعته وإيانا أن الله تعالى نصب بفضله وكرمه مائدة
الغفران على بساط الرحمة بالجود والكرم ، وبسط سماط الأنعام على الخاص والعام
بالنعم ، ودعى إليها جميع الجن والأنس وسائر الأمم ، وأمر خليله بالنداء لكافة
الذريات فى صلب بنى آدم إلى الوقوف عليها من العرب والعجم ، وسمّى فاعل ذلك زائرا
وافدا إليه إلى انقراض مدة العالم ، ووعد عند الموافاة بأن يفرغ سجال الأنعام عليه
مع كونه تعالى متصفا باستحقاق الطاعات له من عباده ومع كونهم مضطرين إلى نيل ما
تفضل به هنالك ، فهل يحمل بك ـ رحمك الله ـ الغفلة عن مثل هذه الطاعة ، وماذا
يعوضك عنها إذا قابلتها بالإضاعة؟ فإن لم تذعن نفس ذاكر إلى الانقياد فليعلم عند
ذلك أنه من المحرومين ، وليترقب ما يلوح من خلال قوله تعالى : (وَمَنْ
كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ)[٤]. وفقنا الله تعالى وإياكم بالانقياد والطاعة ، وجنبنا
عن الارتداد