responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إثارة التّرغيب والتّشويق إلى المساجد الثّلاثة والبيت العتيق نویسنده : الخوارزمي، محمد بن إسحاق    جلد : 1  صفحه : 154

وعن إبراهيم النخعى ومجاهد وطاووس أنهم قالوا : أن رجلا إذا وجب عليه الحج ومات قبل أن يحج ما صلينا عليه.

وكان لبعضهم جار موسر فمات قبل أن يحج فلم يصلّ عليه.

ويروى عن ابن عباس فى تفسير قوله تعالى : (حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ)[١].

قال : هو مؤمن مات ولم يحج فيسأل الرجعة إلى الدنيا ؛ وما ذاك إلا لما يجده من الحسرة والندامة ويحل به من التوبيخ والملامة.

وسئل سعيد بن جبير عن رجل مات وهو موسر ولم يحج ، فقال : هو فى النار ، ثلاث مرات [٢].

وسئل عبد الله بن مغفل عن ذلك قال : مات عاصيا [٣].

واعلم يا أخا الصفا بالوفا قواك الله على طاعته وإيانا أن الله تعالى نصب بفضله وكرمه مائدة الغفران على بساط الرحمة بالجود والكرم ، وبسط سماط الأنعام على الخاص والعام بالنعم ، ودعى إليها جميع الجن والأنس وسائر الأمم ، وأمر خليله بالنداء لكافة الذريات فى صلب بنى آدم إلى الوقوف عليها من العرب والعجم ، وسمّى فاعل ذلك زائرا وافدا إليه إلى انقراض مدة العالم ، ووعد عند الموافاة بأن يفرغ سجال الأنعام عليه مع كونه تعالى متصفا باستحقاق الطاعات له من عباده ومع كونهم مضطرين إلى نيل ما تفضل به هنالك ، فهل يحمل بك ـ رحمك الله ـ الغفلة عن مثل هذه الطاعة ، وماذا يعوضك عنها إذا قابلتها بالإضاعة؟ فإن لم تذعن نفس ذاكر إلى الانقياد فليعلم عند ذلك أنه من المحرومين ، وليترقب ما يلوح من خلال قوله تعالى : (وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ)[٤]. وفقنا الله تعالى وإياكم بالانقياد والطاعة ، وجنبنا عن الارتداد


[١] سورة المؤمنون : آية ٩٩.

[٢]أخرجه : ابن أبى شيبة ٣ / ٢٦٩ ، وابن الجوزى فى مثير الغرام (ص : ٦٤).

[٣]قال العلماء : يحمل هذا على من استحل الترك ، أو اعتقد عدم وجوبه (تلخيص الحبير ٢ / ٢٢٣).

[٤] سورة آل عمران : آية ٩٧.

نام کتاب : إثارة التّرغيب والتّشويق إلى المساجد الثّلاثة والبيت العتيق نویسنده : الخوارزمي، محمد بن إسحاق    جلد : 1  صفحه : 154
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست