نام کتاب : إثارة التّرغيب والتّشويق إلى المساجد الثّلاثة والبيت العتيق نویسنده : الخوارزمي، محمد بن إسحاق جلد : 1 صفحه : 143
ونحر سبعين بدنة كان ساقها معه هديا ، ورجع إلى المدينة ، ثم توجه فى السنة
القابلة إلى مكة معتمرا ، وأخلت له المشركون مكة حين وصل ثلاثة أيام ولياليها كما
التزموه ، ثم خرج وذهب إلى المدينة ، ثم عاد إلى مكة زمن الفتح وأحرم بعمرة من
الجعرانة [١] حين قسم غنيمة حنين فى ذى القعدة ، وعمرته مع حجته. متفق
عليه.
هذا بعد قدومه
المدينة.
وحج باتفاق بين
الأئمة حجة الوداع من المدينة سنة عشر من الهجرة [٢] ، وسميت حجة الوداع ؛ لأنه ودع الناس فيها ، وقال : «لعلى
لا أحج بعد عامى هذا» [٣].
قال جابر :
نظرت فيها إلى مدّ بصرى بين يديه من راكب وماش ، وعن يمينه مثل ذلك ، وعن يساره
مثل ذلك ، ومن خلفه مثل ذلك.
ووافقت وقفته
تلك يوم تاسع ذى الحجة ، يوم الجمعة ، فاستقر الحج عليه ، وكان قبل ذلك ينتقل فى
أشهر السنة [٤].
وعن أبى زرعة
أنه قال : شهد مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى حجة الوداع أربعون ألفا.
واختلفوا فى
أنه هل فرض الحج سنة ست أو خمس أو تسع. وقال الشيخ أبو بكر الرازى فى أصول فقهه :
إنه قد قيل : إن فرض الحج نزل فى سنة عشر وهى السنة التى حج رسول الله صلىاللهعليهوسلم حجة الوداع فيها [٥].
وحج أبو بكر
الصديق ـ رضى الله عنه ـ وعلىّ بن أبى طالب رضى الله عنه قبل حجة الوداع ، وحجا مع
رسول الله صلىاللهعليهوسلم فيها.
[١]كان ذلك سنة ٨ ه
، انظر : تاريخ الطبرى ٣ / ٩٤ ، السيرة لابن هشام ٢ / ٣١٠ ، ٣١١.
[٣]هناك أقوال أخرى
فى تلك التسمية ، وأفرد حجة الوداع بالتصنيف : ابن المنذر ، والمحب الطبرى ،
الإمام البقاعى ، وابن حزم الظاهرى ، ويراجع ذلك فى : زاد المعاد ١ / ١٧٣ ، السيرة
الشامية ٧ / ٦١٤ ، وغيرها.
[٤] أخرجه : مسلم (١٢١٨)
، ابن حبان (٣٩٤٤) ، ابن الجوزى فى مثير الغرام (ص : ٣٧٩).