نام کتاب : إثارة التّرغيب والتّشويق إلى المساجد الثّلاثة والبيت العتيق نویسنده : الخوارزمي، محمد بن إسحاق جلد : 1 صفحه : 114
نقب من أنقابهما إلا عليه الملائكة صافين يحرسونها» [١].
روى أن رسول
الله صلىاللهعليهوسلم لما استعمل عتّاب بن أسيد على أهل مكة قال : «أتدرى على
من استعملتك ؛ استعملتك على أهل الله ، فاستوص بهم خيرا». قالها ثلاثا [٢].
ويحكى عن عبد
الله بن صالح أنه كان يفر من الناس من بلد إلى بلد حتى أتى مكة ، فطاف بالبيت وطال
مقامه بها ، فقال له بعض أصحابه : لقد طال مقامك بمكة فما قصتك؟ فقال له : ولم لا
أقوم بها ولم أر بلدا تنزل فيه الرحمة والبركة أكثر من هذا ، والملائكة تغدو فيه
وتروح ، وإنى لأرى فيه أعاجيب كثيرة ، وأرى الملائكة تطوف به على صور شتى لا
يقطعون ذلك ، ولو قلت ذلك كلما رأيت فيه لصغرت عنه عقول أقوام ليسوا بمؤمنين ،
فقلت له : أسألك بالله إلا ما أخبرتنى بشىء من ذلك ، فقال : ما من ولى لله تعالى
صحت ولايته إلا وهو يحضر ويطوف بهذا البيت فى كل ليلة جمعة ولا يتأخر عنه ويصلى مع
الجماعات ، فمقامى هاهنا لأجل من أراه منهم [٣].
وقد وردت
الروايات فى فضيلة ليلة الجمعة ويومها ، منها : ما روى عن عبد الله ابن عمر ، قال
: قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه
الله فتنة القبر». أخرجه الترمذى وقال : غريب ، وأخرجه ابن أبى شيبة.
وفى رواية ابن
عباس ، قال عليهالسلام : «لا يعذب الله فى القبر المؤذن ، والشهيد ، والمتوفّى
فى ليلة الجمعة» أخرجه ابن أبى الدنيا.
[١]أخرجه : البخارى (الحج
: باب لا يدخل الدجال المدينة) ٣ / ١٢ ، ومسلم (الفتن من حديث طويل) ٨ / ١٩٠ ـ ١٩١.
والنقب : الطريق.
[٢]أخرجه : الفاكهى
٣ / ٦٥ ، والفاسى فى شفاء الغرام ١ / ٨٦ ، وعزاه للزبير بن بكار فى النسب ، وذكره
السيوطى فى الكبير وعزاه للطبرانى فى الكبير ، ورواه البيهقى فى السنن ٥ / ٣٣٩ من
طريق العباس بن الوليد بن مزيد ، عن أبيه ، عن الأوزاعى ، عن عمرو بن شعيب ، به ،
بنحوه ، وإسناده حسن.