نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي جلد : 1 صفحه : 587
تركيب الدليل :
وحيث كشفت لك
القناع ، ونبهتك على ذلك بما أوردت ، عرفت أن التعرض للزيادة على المذكور تكرار
محض ، والتكرار وظيفة المستفيد لا المفيد ، وإذ قد تلونا عليك في فصلي : التناقض
والانعكاس ما تلونا ، لم يخف عليك إذا استحضرت مضمونهما : أن سابقة الدليل ولاحقته
، متى جعلتا مطلقتين ، امتنع أن تدل ، اللهم إلا في باب الإمكان ، وأنهما إذا
اختلفتا في الأحوال : من الدوام واللادوام ، والضرورة واللاضرورة ، وامتزجتا في
الدليل ، لزم اختلاف حال الحاصل منه ، فوجب أن ننبهك ، في عدة امتزاجات ، على
كيفية تعرض الاعتبارات لحال الحاصل ، ثم نشرع بعد المفصلين الموعودين في : تركيب
الدليل من شرطيتين معا ، وشرطية إحداهما دون الأخرى ؛ لكن الكلام في ذلك يستدعي
مزيد ضبط لما تقدم ، فنقول :
إن الدليل في
الصورة الأولى ، في ضرورياتها الأربعة ، مستبد بالنفس ، لا يحتاج إلى موضح لكمال
اتضاحه لرجوعه : في الإثبات إلى أن : لازم لازم الشيء لازم لذلك الشيء بواسطة ،
وفي النفي إلى أن : معاند لازم الشيء معاند لذلك الشيء بواسطة.
وأما في
الثانية والثالثة والرابعة ، فمتى افتقر إلى معونة في الإيضاح أوضحناه ، إما بما
قدمنا ذكره في تلخيص الخلاصة ، وإما بما عليه الأصحاب من الرد إلى الأولى ، تارة
بوساطة العكس ، وأخرى بوساطة : الافتراض ، وهو تقدير البعض كلا لأفراده على ما سبق
وثالثة بهما ، وإما بالخلف.
أما الرد ،
فكما إذا كان الدليل من الضرب الأول من الثانية ، مثل : كل منصرف معرب ، ولا شيء
من المثنى بمعرب ، فلا شيء من المنصرف بمثنى. فتعكس اللاحقة ، فيرتد إلى الضرب
الثالث من الأولى ، ويحصل الحاصل بعينه.
وهذا العمل
يعرف بذي عكس واحد ، لعكس يجرى في ضمن الدليل.
وأما الخلف ،
فمثل أن تقول : إن لم يصدق : لا شيء من المنصرف بمبني صدق نقيضه ؛ وهو : بعض
المنصرف مبني. وتضم إليه اللاحقة فيتركب دليل من الضرب الرابع ، من الأول ، هكذا :
بعض المنصرف مبني ، ولا شيء من المبنيات بمعرب ، فيحصل : لا كل منصرف معرب. وقد
كان : كل منصرف معرب ، وذلك أن تعكس
نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي جلد : 1 صفحه : 587