نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي جلد : 1 صفحه : 536
فإنه شبه الصدغ
والخلق بالمسك ، ثم فرق بين وجهي المشابهة كما ترى.
(ومنه الجمع مع
التقسيم) : وهو أن تجمع أمورا كثيرة تحت حكم ثم تقسم ، أو تقسم ثم تجمع ، مثال
الأول قول المتنبي [١] :
الدهر معتذر
، والسيف منتظر ...
وأرضهم لك
مصطاف ومرتبع
للسّبي ما
نكحوا ، والقتل ما ولدوا ...
والنّهب ما
جمعوا ، والنار ما زرعوا
فإنه جمع في
البيت الأول أرض العدو وما فيها في كونها خالصة للمدوح ، وقسم في الثاني. ومثال
الثاني قول حسان ، رضياللهعنه[٢] :
قوم إذا
حاربوا ضرّوا عدوّهم ...
أو حاولوا
النّفع في أشياعهم نفعوا
سجيّة تلك
منهم غير محدثة ...
إنّ الخلائق
، فاعلم ، شرّها البدع
فإنه قسم في
البيت الأول حيث ذكر ضرهم للأعداء ونفعهم للأولياء ، ثم جمع في الثاني ، فقال : خ
خ سجية تلك.
(ومنه الجمع مع
التفريق والتقسيم) : كما إذا قلت [٣] :
فكالنار ضوءا
وكالنار حرّا ...
محيّا حبيبي
وحرقة بالي
فذلك من ضوئه
في اختيال ...
وهذا لحرقته
في اختلال
ولك أن تلحق
بهذا القبيل قوله عز سلطانه : (يَوْمَ يَأْتِ لا
تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ
[١]ديوان المتنبى ،
شرح التبيان ، وذكر البيت الأول في ١ / ٤٢٥ والثاني ١ / ٤١٩ ، أورده العلوي في
الطراز ٣ / ١٤٣ وعزاه للمتنبي.
[٢] حسان بن ثابت بن
المنذر ... من الخزرج كان شاعر النبي صلىاللهعليهوسلم
والمسلمين دون منازع. عاش مائة وعشرين سنة ، وهو من الشعراء المخضرمين ، توفي سنة
خمسين للهجرة بعد أن كف بصره بأخرة.
أورده بدر الدين بن مالك في المصباح ص
٢٤٩ وعزاه لحسان ، والعلوى في الطراز ٣ / ١٤٤.