نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي جلد : 1 صفحه : 499
فالمستعار له ظهور النهار من ظلمة الليل ، والمستعار منه ظهور المسلوخ من
جلدته ، فالطرفان حسيان ، والجامع هو ما يعقل من ترتب أحدهما على الآخر. وكذلك
قوله : (فَجَعَلْناها
حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ)[١] فالمستعار له الأرض المزخرفة المتزينة ، والمستعار منه
النبات ، وهما حسيان ، والجامع الهلاك ، وهو أمر معقول ، وكذلك قوله : (حَصِيداً خامِدِينَ)[٢] فأصل الخمود للنار.
ومن الثالث
قوله عز اسمه : (مَنْ بَعَثَنا مِنْ
مَرْقَدِنا)[٣] ، فالرقاد مستعار للموت ، وهما أمران معقولان ، والجامع
عدم ظهور الأفعال ، وقوله : (وَقَدِمْنا إِلى ما
عَمِلُوا)[٤] فالقدوم : هو مجيء المسافر بعد مدة ، مستعار للأخذ في
الجزاء بعد الإمهال ، وهما أمران معقولان ، والجامع وقوع المدة في البين ، وقوله :
(سَنَفْرُغُ لَكُمْ) أيها (الثَّقَلانِ)[٥] ، فالفراع وهو الخلاص عن المهام ، والله ـ عز سلطانه ـ لا
يشغله شأن عن شأن ، وقع مستعارا للأخذ في الجزاء وحده ، وذلك أمر عقلي ، والطرفان
عقليان ؛ وقوله : (تَكادُ تَمَيَّزُ
مِنَ الْغَيْظِ)[٦] وكذا قوله : (سَمِعُوا لَها
تَغَيُّظاً وَزَفِيراً)[٧] ؛ فالغيظ والتغيظ مستعاران من الحالة الوجدانية التي
تدعو إلى الانتقام للحالة المتوهمة من نار الله ، أعاذنا الله منها برحمته وفضله ،
وقوله : (وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ
مُوسَى الْغَضَبُ)[٨] فالمستعار منه هو إمساك اللسان عن الكلام ، وإنه أمر
معقول ، والمستعار له تفاوت