نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي جلد : 1 صفحه : 498
ثم إذا انضم إليها المشاكلة ، كما في قوله عز اسمه : (يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ)[١] ، كانت أحسن وأحسن ، وقلما تحسن الحسن البليغ غير تابعة
لها ، ولذلك استهجنت في قول الطائي [٢] :
لا تسقني ماء
الملام فإنّني ...
صبّ قد
استعذبت ماء بكائي
أنواع الاستعارة :
ولما أن
الاستعارة مبناها على التشبيه ، تتنوع إلى خمسة أنواع ، تنوع التشبيه إليها : استعارة
محسوس لمحسوس بوجه حسي أو بوجه عقلي ، واستعارة معقول لمعقول ، واستعارة محسوس
لمعقول ، واستعارة معقول لمحسوس.
فمن النوع
الأول قوله عز اسمه : (وَاشْتَعَلَ
الرَّأْسُ شَيْباً)[٣] ؛ فالمستعار منه هو : النار ، والمستعار له هو : الشيب
، والجامع بينهما هو : الانبساط ، ولكنه في النار أقوى ، فالطرفان حسيان ووجه
الشبه حسيّ.
ومن الثاني
قوله عز اسمه : (إِذْ أَرْسَلْنا
عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ)[٤] ، فالمستعار له : الريح والمستعار منه : المرء ،
والجامع : المنع من ظهور النتيجة والأثر ، فالطرفان : حسيان ووجه الشبه : عقلي.
وكذلك قوله تعالى : (وَآيَةٌ لَهُمُ
اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ)[٥]
[١] سورة الفتح ،
الآية : ١٠. وما ذهب إليها الشيخ من المشاكلة في الآية غير مسلّم على مذهب أهل
الحق ، فصفة اليد ثابته على الحقيقة له سبحانه ، والقول بإثبات الصفة لا يمنع
إثبات لوازمها من الإعانة والرعاية والإنعام والتأييد وغير ذلك ، فهذا كله فرع
إثبات الصفة ، فلا ينبغى أن يكون ذريعة لنفيها ، وقد أبعد الشيخ النجعة هنا حيث
جعلها من قبيل المشكلة.
[٢] أورده فخر الدين
الرازي في نهاية الإيجاز ص ٢٥٤ وعزاه لأبي تمام ، وبدر الدين بن مالك في المصباح ص
١٤٢.