نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي جلد : 1 صفحه : 490
الحال للمعنى بإيضاح نطق الناطق له ، وكذا إذا قلت : خ خ الحال ناطقة بكذا
، بدل : خ خ دالة على كذا ، وكذا قوله عز سلطانه : (فَبَشِّرْهُمْ
بِعَذابٍ أَلِيمٍ)[١] في الاستعارة التهكمية ، بدل : فأنذرهم ، وقول قوم شعيب
: (إِنَّكَ لَأَنْتَ
الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ)[٢] بدل : السفيه الغوي ، لقرائن أحوالهم.
ومما نحن فيه
قولهم للشمس : خ خ جونة لشدة ضوئها ، والجون الأسود ، وللغراب : أعور لحدة بصره ،
وعلى هذا لا تستعير الحرف إلّا بعد تقدير الاستعارة في متعلق معناه.
الاستعارة ب" لعل" :
فإذا أردت
استعارة خ خ لعل ، لغير معناها ، قدرت الاستعارة في معنى الترجي ، ثم استعملت هناك
: لعل ؛ مثل أن تبني على أصول العدل ، ذاهبا إلى [أن][٣] الصانع حكيم ، تعالى وتقدس أن يكون في أفعاله عبث ، بل
كل ذلك حكمة وصواب مفعول لغرض صحيح ، ما خلق الإنسان إلّا لغرض الإحسان ، وحين ركب
فيه الشهوة الحاملة على فعل ما يجب تركه ، والنفرة الحاملة على ترك ما يجب فعله ،
وأودع عقله المضادة لحكميهما ، حتى تنازعته أيدي الدواعي والصوارف ، فوقفت به حيث
الحيرة ، لا متقدم له عنه ولا متأخر تحمله الحيرة على ما لا يورثه إلّا العناء ،
إذا اتبع العقل وقع من النفس المشتهية النافرة في عناء ، وإذا اتبع النفس وقع من
العقل الناهي الآمر في عناء ، لا مخلص هناك مما أوقعه في ورطة تلك الحيرة سفها ولا
عبثا ، تعالى عن ذلك علوا كبيرا ، وإنما فعل ذلك لغرض الإحسان ، وهو التكليف ،
ليتمكن من اكتساب ما لا يحسن فعله في حقه ، ابتداء من التعظيم العظيم ، مع الدوام
في ضمن التمتيع من أنواع المشتهيات بما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على
بال أحد ، مخلصة أن يشوبها منغص ما ،