نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي جلد : 1 صفحه : 489
القسم الخامس
في الاستعارة الأصلية
هي أن يكون
المستعار اسم جنس ، كرجل وأسد ، وكقيام وقعود ، ووجه كونها أصلية هو ما عرفت أن
الاستعارة مبناها على تشبيه المستعار له بالمستعار منه ؛ وقد تقدم في باب التشبيه
: أن التشبيه ليس إلّا وصفا للمشبه بكونه مشاركا للمشبه به في وجه ، والأصل في
الموصوفية هي الحقائق ، مثل ما تقول : خ خ جسم أبيض أو خ خ بياض صاف ، وخ خ جسم
طويل أو خ خ طول مفرط ، وإنما قلت : خ خ الأصل في الموصوفية هي الحقائق ، ولم أقل
: خ خ لا يعقل الوصف إلا للحقيقة ، قصرا للمسافة حيث يقولون في نحو : خ خ شجاع
باسل ، وخ خ جواد فياض ، وخ خ عالم نحرير ، إنّ : خ خ باسلا وصف لشجاع ، وخ خ
فياضا وصف لجواد ، وخ خ نحريرا وصف لعالم.
القسم السادس
في الاستعارة التبعية
هي ما تقع في
غير أسماء الأجناس : كالأفعال ، والصفات المشتقة منها ، وكالحروف ؛ بناء على دعوى
أن الاستعارة تعتمد التشبيه ، والتشبيه يعتمد كون المشبه موصوفا. والأفعال ،
والصفات المشتقة منها ، والحروف عن أن توصف بمعزل ، فهذه كلها عن احتمال الاستعارة
في أنفسها بمعزل ، وإنما المحتمل لها ، في الأفعال والصفات المشتقة منها ، مصادرها
؛ وفي الحروف ، متعلقات معانيها. فتقع الاستعارة هناك ثم تسري فيها ، وأعني :
بمتعلقات معاني الحروف ما يعبر عنها عند تفسيرها ، مثل قولنا : من : معناها ابتداء
الغاية ، وإلى : معناها انتهاء الغاية ، وكي : معناها الغرض. فابتداء الغاية
وانتهاء الغاية والغرض ليست معانيها ، إذ لو كانت هي معانيها ، والابتداء
والانتهاء والغرض : أسماء ؛ لكانت هي أيضا أسماء ؛ لأن الكلمة إذا سميت اسما سميت
لمعنى الاسمية لها ، وإنما هي متعلقات معانيها ، أي إذا أفادت هذه الحروف معان ،
رجعت إلى هذه بنوع استلزام ، فلا تستعير الفعل إلّا بعد استعارة مصدره ، فلا تقول
: نطقت الحال ، بدل خ خ دلت ، إلّا بعد تقرير استعارة نطق الناطق لدلالة الحال ،
على الوجه الذي عرفت ، من إدخال دلالة الحال في جنس نطق الناطق لقصد المبالغة في
التشبيه ، وإلحاق إيضاح دلالة
نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي جلد : 1 صفحه : 489