نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي جلد : 1 صفحه : 459
أحوال التشبيه
تقديم
النوع الرابع :
النظر في أحوال التشبيه من كونه قريبا أو غريبا ، مقبولا أو مردودا.
والكلام في ذلك
يستدعي تقديم أصول ؛ وأنا أذكر لك ما يرشدك إلى كيفية سلوك الطريق هناك ، بتوفيق
الله تعالى ، معددا عدة منها لتكون لك عدة في درك ما عسى تأخذ في طلبه.
منها : أن
إدراك الشيء مجملا أسهل من إدراكه مفصلا.
ومنها : أن
حضور صورة شيء تتكرر على الحس أقرب من حضور صورة شيء يقل وروده على الحس ، وحال
هذين الأصلين واضح.
ومنها : أن
الشيء مع ما يناسبه أقرب حضورا منه مع ما لا يناسبه ، فالحمام مع السطل أقرب حضورا
منه مع السخل ، وقد سبق تقريره في باب الفصل والوصل.
ومنها : أن
استحضار الأمر الواحد أيسر من استحضار غير الواحد ، وحاله أيضا مكشوف.
ومنها : أن ميل
النفس إلى الحسيات أتم منه إلى العقليات ، وأعني بالحسيات ما تجرده منها بناء على
امتناع النفس من إدراك الجزئيات ، على ما نبهت عليه ، وزيادة ميلها إليها دون
غيرها من العقليات ، لزيادة تعلقها بها بسبب تجريدها إياها بقوة العقل ، ونظمها
لها في سلك ما عداها ، ولزيادة إلفها بها أيضا لكثرة تأديها إليها من أجل كثرة
طرقه وهي الحواس المختلفة المؤدية لها ، وأمّا ما يقال من أن إلف النفس مع الحسيات
أتم منه مع العقليات ، لتقدم إدراك الحس على إدراك العقل ، فبعد تقرير أن إدراك
النفس إنما يكون للمجردات ، وأن مدرك النفس غير مدرك الحس ، شيء كما ترى عن إفادة
المطلوب بمعزل ، وعن تحقيق المقصود بألف منزل.
نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي جلد : 1 صفحه : 459