نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي جلد : 1 صفحه : 448
النوع الثالث : النظر في الغرض من التشبيه :
الغرض من
التشبيه في الأغلب يكون عائدا إلى المشبه ، ثم قد يعود إلى المشبه به.
أـ الغرض العائد إلى المشبه :
فإذا كان عائدا
إلى المشبه ، فإما أن يكون :
١ ـ لبيان حاله
، كما إذا قيل لك : ما لون عمامتك؟ قلت : كلون هذه. وأشرت إلى عمامة لديك.
٢ ـ وإما أن
يكون : لبيان مقدار حاله ، كما إذا قلت : هو في سواده كحلك الغراب.
٣ ـ وإما أن
يكون لبيان إمكان وجوده ، كما إذا رمت تفضيل واحد على الجنس إلى حد يوهم إخراجه عن
البشرية إلى نوع أشرف ، وأنه في الظاهر كما ترى أمر كالممتنع ، فتتبعه التشبيه
لبيان إمكانه ، قائلا : حاله كحال المسك ، الذي هو بعض دم الغزال [١] ، وليس يعد في الدماء ، لما اكتسب من الفضيلة الموجبة
إخراجه إلى نوع أشرف من الدم.
٤ ـ وإما أن
يكون لتقوية شأنه في نفس السامع ، وزيادة تقرير له عنده ، كما إذا كنت مع صاحبك في
تقرير أنه لا يحصل من سعيه على طائل ، ثم أخذت ترقم على الماء ، وقلت : هل أفاد
رقمي على الماء نقشا ما : إنك في سعيك هذا كرقمي على الماء ، فإنك تجد لتمثيلك هذا
من التقرير ما لا يخفى.
٥ ـ وإما أن
يكون لإبرازه إلى السامع في معرض التزيين ، أو التشويه ، أو الاستطراف وما شاكل
ذلك ، كما إذا شبهت وجها أسود بمقلة الظبي ، إفراغا له في قالب الحسن ، وابتغاء
تزيينه ، أو كما إذا شبهت وجها مجدورا بسلحة [٢] جامدة وقد