نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي جلد : 1 صفحه : 420
ولذلك كان قوله
عزوجل : (فَهَلْ أَنْتُمْ
شاكِرُونَ)[١] أدخل في الإنباء عن طلب الشكر من قولنا : فهل تشكرون ،
أو : فهل أنتم تشكرون ، أو : أفأنتم شاكرون ، لما أن : هل تشكرون ، مفيد للتجدد ،
و: هل أنتم تشكرون ، كذلك ، و: (أفأنتم شاكرون) ، وإن كان ينبىء عن عدم التجدد ،
لكنه دون : (فَهَلْ أَنْتُمْ
شاكِرُونَ) لما ثبت أن (هل) أدعى للفعل من الهمزة ، فترك الفعل معه
يكون أدخل في الإنباء عن استدعاء المقام عدم التجدد ، ولكون (هل) أدعى للفعل من
الهمزة ، لا يحسن : هل زيد منطلق؟ إلا من البليغ ، كما لا يحسن نظير قوله [٢] :
ليبك يزيد ضارع لخصومة
من كل أحد ،
على ما سبق في موضعه.
والخطب مع
الهمزة في نحو : أزيد منطلق؟ أهون ، وأما (ما) و (من) و (أي) و (كم) و (أين) و (كيف)
و (أنّى) و (متى) و (أيان) ، فمن النوع الأول من طلب حصول التصور على تفصيل بينهن
، لا بد من إيقافك عليه ، ليصح منك تطبيقها في الكلام على ما يستوجب ، فنقول :
أما (ما) :
فللسؤال عن الجنس ، تقول : ما عندك؟ بمعنى : أي أجناس الأشياء عندك؟ وجوابه :
إنسان أو فرس أو كتاب أو طعام ؛ وكذلك تقول : ما الكلمة ، وما الاسم ، وما الفعل ،
وما الحرف ، وما الكلام وفي التنزيل : (فَما خَطْبُكُمْ)[٣] بمعنى أي أجناس الخطوب خطبكم ؛ وفيه : (ما تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي)[٤] أي : أي من في الوجود تؤثرونه في العبادة؟ أو عن الوصف
، تقول : ما زيد وما عمرو؟ وجوابه الكريم أو الفاضل ، وما