نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي جلد : 1 صفحه : 409
القصر بين الفاعل والمفعول :
اعلم أنك إذا
أردت قصر الفاعل على المفعول ، قلت : ما ضرب زيد إلا عمرا ، على معنى : لم يضرب
غير عمرو ، وإذا أردت قصر المفعول على الفاعل قلت : ما ضرب عمرا إلا زيد ، على
معنى : لم يضربه غير زيد.
والفرق بين
المعنيين واضح ، وهو أن عمرا في الأول لا يمتنع أن يكون مضروب غير زيد ، ويمتنع في
الثاني ، وأن زيدا في الثاني لا يمتنع أن يكون ضاربا غير عمرو ، ويمتنع في الأول ؛
ولك أن تقول في الأول : ما ضرب إلّا عمرا زيد ، وفي الثاني : ما ضرب إلّا زيد عمرا
، فتقدم وتؤخر ، إلا أن هذا التقديم والتأخير ، لما استلزم قصر الصفة قبل تمامها
على الموصوف ، قل دوره في الاستعمال ؛ لأن الصفة المقصورة على عمرو في قولنا : ما
ضرب زيد إلّا عمرا ، هي ضرب زيد ، لا الضرب مطلقا ، والصفة المقصورة على زيد في
قولنا : ما ضرب عمرا إلّا زيد ، وهي الضرب لعمرو.
القصر بين المفعولين :
وإذا أردت قصر
أحد المفعولين على الآخر ، في نحو : كسوت زيدا جبة ، قلت في قصر زيد على الجبة ،
ما كسوت زيدا إلا جبة ، أو ما كسوت إلا جبة زيدا ؛ وفي قصر الجبة على زيد : ما
كسوت جبة إلا زيدا ، أو ما كسوت إلا زيدا جبة.
وفي نحو : ظننت
زيدا منطلقا ، تقول في قصر زيد على الانطلاق : ما ظننت زيدا إلا منطلقا ، وما ظننت
إلا منطلقا زيدا ، وفي قصر الانطلاق على زيد : ما ظننت منطلقا إلا زيدا ، وما ظننت
إلا زيدا منطلقا.
القصر بين ذي الحال والحال :
وإذا أردت قصر
ذي الحال على الحال ، قلت : ما جاء زيد إلا راكبا ، أو : ما جاء إلا راكبا زيد ،
وفي قصر الحال على ذي الحال : ما جاء راكبا إلا زيد ، أو : ما جاء إلّا زيد راكبا.
مستلزمات إلا :
والأصل في جميع
ذلك ، هو أن (إلا) في الكلام الناقص تستلزم ثلاثة أشياء : أحدها
نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي جلد : 1 صفحه : 409