وما يحكى عن
اليهود ، في قوله عز وعلا : (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ
لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ)[٤] ادعوا على مجرى عادتهم في الكذب ، وأن كونهم مصلحين ،
أمر ظاهر مكشوف لا سترة به ، ولذلك أكد الأمر جل وعلا ، في تكذيبهم ، حيث قال : (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ)[٥] فجاء بالجملة اسمية ، ومعرفة الخبر باللام ، وموسطة
الفصل ، ومؤكدة بأن ومصدرة بحرف التنبيه.
وإذ قد ذكرنا
القصر فيما بين المسند والمسند إليه بالطرق التي سمعت ، فقد حان أن نذكره فيما بين
غيرهما : كالفاعل والمفعول ، وكالمفعولين ، وكذي الحال والحال ، ونحن نذكره في ذلك
بطريق : النفي والاستثناء ، وطريق (إنما) دون ما سواهما ، فلهما هناك عدة اعتبارات
تراعى ، فلا بد من تلاوتها عليك.
[١] أورده القزوينى
في الإيضاح ص (٢٢١) والبيت للحطيئة.
[٢] أورده بدر الدين
بن مالك في المصباح ص (٩٩) بلا عزو.