نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي جلد : 1 صفحه : 404
لمن يرددك بين : قيس وتميم ، أو قصر قلب ، لمن ينفيك عن تميم ويلحقك بقيس ،
وكذا : قائم هو ، أو قاعد هو : بالاعتبارين بحسب المقام ، وفي قصر الصفة على
الموصوف إفرادا : أنا كفيتك مهمك ، بمعنى : وحدي ، لمن يعتقد أنك وزيدا كفيتما
مهمه.
وقلبا : أنا
كفيت مهمك ، بمعنى : لا غيري ، لمن يعتقد كافي مهمه غيرك ، وكذا زيدا ضربت ، أو ما
زيدا ضربت ، بالاعتبارين على ما تضمن ذلك فصل التقديم ، وهذه الطرق تتفق من وجه
وهو : أن المخاطب معها يلزم أن يكون حاكما حكما مشوبا بصواب وخطأ ، وأنت تطلب بها
تحقيق صوابه ونفي خطئه ، تحقق في قصر القلب كون الموصوف على أحد الوصفين ، أو كون
الوصف لأحد الموصوفين ، وهو صوابه ، وتنفي تعيين حكمه ، وهو خطؤه ، وتحقق في قصر
الإفراد حكمه في بعض ، وهو صوابه ، وتنفيه عن البعض ، وهو خطؤه.
ويختلف من وجوه
: فالطرق الأول الثلاث دلالتها على التخصيص بوساطة الوضع ، وجزم العقل ، ودلالة التقديم
عليه بوساطة الفحوى ، وحكم الذوق.
والطريق الأول
: الأصل فيه التعرض للمثبت وللمنفي بالنص ، كما ترى في قولك :
زيد شاعر لا
منجم ، في قصر الموصوف على الصفة ، وزيد شاعر لا عمرو ، في قصر الصفة على الموصوف
، لا تترك النص البتة ، إلا حيث يورث تطويلا ، ويكون المقام اختصاريّا ، كما إذا
قال المخاطب : زيد يعلم الاشتقاق والصرف والنحو والعروض وعلم القافية وعلم المعاني
وعلم البيان ، فتقول : زيد يعلم الاشتقاق لا غير ، أو ليس غير ، أو ليس إلا ، أو
كما إذا قال : زيد يعلم النحو وعمرو وبكر وخالد وفلان وفلان ، فتقول : زيد يعلم
النحو لا غير.
والطرق الأخيرة
: الأصل فيها النص مما يثبت دون ما ينفى ، كما ترى في قولك : ما أنا إلّا تميمي ،
وإنما أنا تميمي ، وتميمي أنا ، في قصر الموصوف على الصفة ؛ وفي قصر الصفة على
الموصوف : ما يجيء إلا زيد ، وإنما يجيء زيد ، وهو يجيء.
حكم لا العاطفة :
والطريق الأول
لا يجامع الثاني ، فلا يصح : ما زيد إلا قائم لا قاعد ، ولا : ما يقوم إلّا زيد لا
عمرو ، والسبب في ذلك هو أن (لا) العاطفة ، من شرط منفيها أن لا يكون
نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي جلد : 1 صفحه : 404