نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي جلد : 1 صفحه : 372
أَلا
إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ)[١] قطع" ألا إنهم" لئلا يستلزم عطفه على (" إِنَّما نَحْنُ
مُصْلِحُونَ") كونه مشاركا له في أنه من قولهم ، أو عطفه على"
قالوا" كونه مختصا بالظرف اختصاص (قالوا) به لتقدمه عليه ، وهو (إِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا) فإنهم مفسدون في جميع الأحيان ، سواء قيل لهم : لا
تفسدوا ، أو لم يقل ؛ وكذلك قوله : (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ
آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ قالُوا أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ أَلا
إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ)[٢] قطع" ألا إنهم" لمثل ما تقدم في الآية
السابقة ، ولك أن تحمل ترك العطف في (" اللهُ
يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ") على الاستئناف من حيث إن حكاية حال المنافقين في الذي
قبله ، لما كانت تحرك السامعين أن يسألوا : ما مصير أمرهم وعقبى حالهم؟ وكيف
معاملة الله إياهم؟ لم يكن من البلاغة أن يعرى الكلام عن الجواب ، فلزم المصير إلى
الاستئناف ، وأن تقول في : (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ
الْمُفْسِدُونَ) ترك العطف فيه للاستئناف أيضا ؛ ليطابق مقتضى الحال ،
وذلك أن ادعاءهم الصلاح لأنفسهم على ما ادعوه مع توغلهم في الإفساد مما يشوق
السامع أن يعرف ما حكم الله عليهم ، فكان وروده بدون الواو ، وهو المطابق كما ترى
، وكذا في : (" أَلا
إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ") ومن أمثلة الاستئناف قوله [٣] :
زعم العواذل
أنّني في غمرة ...
صدقوا ، ولكن
غمرتي لا تنجلي.
لم يعطف"
صدقوا" على" زعم العواذل" للاستئناف ، وقد أصاب المحز ؛ وذلك أنه
حين أبدى الشكاية عن جماعات العذل بقوله : " زعم العواذل أنني في غمرة"
فكان مما يحرك السامع عادة ، ليسأل : هل صدقوا في ذلك أم كذبوا؟ صار هذا السؤال
مقتضى الحال ، فبنى عليه تاركا للعطف على ما عليه إيراد الجواب عقيب السؤال ،
وكذلك