نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي جلد : 1 صفحه : 319
قولك : حاتم الجواد ، وخالد الشجاع ، وقوله عز وعلا : (الم* ذلِكَ الْكِتابُ)[١] حمل على الانحصار مبالغة وتنزيلا لجود غير حاتم ،
وشجاعة غير خالد ، وكون غير القرآن كتابا ، منزلة العدم لجهات اعتبارية.
متى يكون المسند جملة؟
وأما الحالة
المقتضية لكونه جملة فهي : إذا أريد تقوّي الحكم بنفس التركيب ، كقولك : أنا عرفت
، وأنت عرفت ، وهو عرف ، أو زيد عرف. كما سيأتيك تقرير هذا المعنى ، وقولك : بكر
يشكرك أن تعطه ، أو بكر إن تعطه يشكرك ، لما عرفت أن الجملة الشرطية ليست إلا جملة
خبرية مقيدة بقيد مخصوص ، وكقولك : خالد في الدار ، أو إذا كان المسند سببيّا ،
وهو أن يكون مفهومه مع الحكم عليه بالثبوت لما هو مبني عليه ، أو بالانتفاء عنه ،
مطلوب التعليق بغير ما هو مبني عليه تعليق إثبات له بنوع ما ، أو نفي عنه بنوع ما
، كقولك : زيد أبوه انطلق أو منطلق ، والبر الكرّ منه بستين ، أو يكون المسند فعلا
يستدعي الاستناد إلى ما بعده بالإثبات أو بالنفي ، فيطلب تعليقه على ما قبله بنوع
إثبات أو بنفي لكون ما بعده بسبب مما قبله ، نحو : عمرو ضرب أخوه ، لا شيئا متصلا
بالفعل ، نحو : زيد ضارب أخوه ، أو مضروب ، أو كريم ، لسر نطلعك عليه ، وما ذكرت
لك ، إذا تحققت مضمونه أعثرك على وجه حكم النحويين ، لا بد في الجملة الواقعة خبرا
من ذكر يرجع إلى المسند إليه لفظا أو تقديرا ، وأعثرك على أن الجملة بعد ضمير
الشأن ، في : نعم هو زيد ، هو منطلق ، أو أنه : زيد منطلق مستثناة عن هذا الحكم
لكونها نفس المخبر عنه ، وأعثرك على وجه نيابة تعريف الجنس عن الضمير ، في : نعم الرجل
زيد ، على قول من يرى المخصوص مبتدأ ، ونعم الرجل خبره ، ونيابة العموم عنه في مثل
: (إِنَّ الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً)[٢]