نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي جلد : 1 صفحه : 318
خطابيا مثل : خ خ المؤمن غر كريم ، والمنافق خبّ لئيم [١] ، حمل المعرف باللام ، مفردا كان أو جمعا ، على
الاستغراق ، بعلة إيهام أن القصد إلى فرد دون آخر ، مع تحقق الحقيقة فيهما ، يعود
إلى ترجيح أحد المتساويين ؛ وإذا كان استدلاليا ، حمل على أقل ما يحتمل ؛ وهو
الواحد في المفرد ، والعدد الزائد على الاثنين بواحد في الجمع ، فلا يوجب في مثل :
حصل الدرهم إلا واحد [٢] ، وفي مثل : حصل الدراهم إلا ثلاثة.
وستقف على هذا
في نوع الاستدلال ، إذا انتهينا إليه ، بإذن الله تعالى : ومبنى كلامي هذا على أن
الاثنين ليسا بجمع ، فإن عد العالم الواقف على هاتيك الصناعة بسوابقها ولواحقها
للاثنين جمعا غير مرتضى منه ؛ وههنا دقيقة ، وهي أن الاستغراق نوعان : عرفي وغير
عرفي فلا بد من رعاية ذلك ، فالعرفي نحو قولنا : جمع الأمير الصاغة ، أي جمع صاغة
بلده أو أطراف مملكته فحسب ، لا صاغة الدنيا.
وغير العرفي ،
في نحو قولنا : الله غفار الذنوب ، أي كلها. واستغراق المفرد يكون أشمل من استغراق
الجمع ، ويتبين ذلك بأن ليس يصدق : لا رجل في الدار في نفي الجنس ، إذا كان فيها
رجل أو رجلان ، ويصدق : لا رجال في الدار.
ومن هذا يعرف
لطف ما يحكيه ، تعالى ، عن زكريا عليهالسلام : (رَبِّ إِنِّي وَهَنَ
الْعَظْمُ مِنِّي)[٣] دون : وهن العظام ، حيث توصل باختصار اللفظ إلى الإطناب
في معناه ، وإذا عرفت هذا ، فنقول : متى قلنا : زيد المنطلق ، أو المنطلق زيد في
المقام الخطابي ؛ لزم أن يكون غير زيد منطلقا ، ولذلك ينهى أن يقال : زيد المنطلق
وعمرو ، بالواو ، ولا ينهى أن يقال : زيد المنطلق لا عمرو ، بحرف لا ، ثم إذا كان
الأمر في نفسه كذلك ، كما إذا قلت : الله العالم الذات ، حمل على الانحصار حقيقة ،
وإلّا كما في
[١] روى مرفوعا إلى
النبي وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الجامع (٦٦٥٣) والصحيحة (٩٣٥).
[٢] كذا في المطبوع (ط)
و (د) و (غ) على صورة المرفوع ، وهو استثناء تام موجب ، واجب النصب ، وكتابة
المنصوب بدون الألف لغة ربيعة ، وقد سبق التنبيه على مثل هذا.