نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي جلد : 1 صفحه : 229
وذلك أن رجالا قدمت في الاعتبار على النسوة ، نظرا إلى الإفراد ، وقد كان
أنثها التكسير فأنث العدد ، ثم لما انتهى الأمر إلى اعتبار النسوة ، واستهجن إلغاء
الفرق ، ومنع عن زيادة التاء الأخرى امتناع اجتماع علامتي التأنيث ، لزم حذف
التاء.
وأمر آخر : وهو
لفظ الشيء يقع على كل مذكر ومؤنث ، ثم إنه لا يستعمل إلا مذكرا ، فلو لا أن
التذكير أصل ؛ لوقع التغليب للفرع ، ولخرج عن القياس.
والعجمة ثانية
للغتهم العربية لطروئها عليها ، والطارئ على الشيء بعد المطروء عليه في بابه.
والعدل ثان
للمعدول عنه ، وأمره ظاهر ، والجمع ثان للجنس من حيث إن الجمعية قيد للجنس ، ووجود
الشيء من حيث هو مطلقا ، قبل وجوده من حيث هو مقيدا في باب الاعتبار.
والفعل الذي هو
ثان للاسم لا بد من أن يكون وزنه المختص به ثانيا لوزن الاسم.
وأما الألف
والنون الزائدتان ، وألف الإلحاق ، فالأمر فيهما أبين ، والوصف والتركيب والعلمية
أمرها على نحو أمر الجمع.
فمتى اجتمع في
الاسم منها ما لا [يقصر][١] به عن أن يصير ثانيا باعتبارين ، وذلك بحصول اثنين منها
، أو الجمع ، أو ألف التأنيث ، وستعرف السر ، أشبه الفعل ، فيمنع منه التنوين لما
ذكرنا ، ولهذا ينتظر في منعه الخفيف من الأسماء خاصة ، كالثلاثي الساكن الحشو تقوى
الشبه بازدياده مما يكسوه ذلك في اللغة الفصحى.
وإذا علمت أن
العلة في منع الصرف هي ما ذكرنا ، تنبهت للمعنى في جواز صرفه للشاعر المضطر ،
وتنبهت أيضا للمعنى الذي لأجله شرطت منها اللائي عددنا بما شرطت ، وهو اكتسابها به
قوة حال ، أو زيادة ظهور ، أو تحققا ، ألا يرى أن المؤنث بالتاء ، إذا لم يكن علما
، كان للتاء من احتمال الانفصال ما لا يكون لها بعد العلمية ،