« فصل فيما حاضرتُ به ، مما نسبه بعض الأئمة إلى اللغة الرومية ، وبعضهم
إلى اليونانية » [١] ولم يعرف من تلامذته إلّا البَاخَرْزِي صاحب « دُمْيَةُ
القَصْرِ » وأشار الباخرزي إلى ذلك بقوله في دُمية القصر ص ١٨٣ » وكنت وأنا فرخٌ
أرغبُ في الاستفادة بنوره ، وكان هو ووالدي بنيسابور لَصِيْقَيْ دارٍ ، وقَرِيَبْي
جوار ؛ وكنت حملتُ كتباً تدورُ بينهما في الإخوانيات ، وقصائدَ يتقارضان بها في
المُتجاوَبَاتِ وما زال بي رَؤوفاً ، وعَلَىَّ حَانِياً ؛ حتى ظننتُهُ أباً ثانياً
ـ رحمة الله عليه ـ كل مصباح تخفق رايات أنواره ، ومساء تتلاطمُ أمواجُ قارِهِ ».
وقد أجمل ذلك
الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم في مقدمته « لثمار القلوب » ص ٤ حين قال : « أمّا
تاريخ نشأته وحياته وروافد معارفه وآدابه ، وما تقلَّبَ عليه في أطوار عمره من
أحداث ، وما عسى أن يكون قد شغله من وظائفَ أو أعمالٍ ، وذكر شيوخه وتلاميذه
وصِلاته بالملوك والرؤساء والأمراء ، ومعاصريه من الكتاب والشعراء والعلماء ؛ فإن
هذا ومثله مما لم يذكرهُ مُؤَرّخٌ أو باحثٌ ».
* أقوال
العلماء فيه : ـ
* قال عنه
الحصري في زهر الآداب ١ / ١٣٧ ؛ إنه « فريد دهره ، وقريعُ عصره ، ونسيجُ وحده ، وله
مؤلفات في العلم والأدب ، تشهد له بأعلى الرُّتَبِ ».
* وذكره ابن
بسام في الذخيرة بأنه « كان في وقته راعي تَلَعَاتِ العلم ، وجامعَ أَشْتاتِ النثر
والنظم ؛ رَأْسَ المؤلفين في زمانه ، وإمام المُصَنِّفين بحكم أَقْرانِه ، سار
ذكرهُ سَيْرَ المَثَلِ ، وضُرِبَتْ إليه آباطُ الإبلِ ، وطلَعَتْ دواوينُهُ في
المشارق والمغارب ، طلوعَ النَّجْمِ في الغياهب ؛ تواليفُه أشهرُ مَوَاضِع ، وأَبْهَى
مطالع ، وأكثر من أن يستوفيَها حدُّ أو وَصْفُ ، أو يوفِيَ حقوقَها نَثْرٌ أَوْ
رَصْفٌ ».
* وقال
الباخرزي [٢] : إنه « حافظ نَيْسَابور ، زُبْدَة الأحقاب والدهور ، لم
تَرَ العيون مثله ، ولا أنكرت الأعيان فضله ، وكيف يُنْكَر وهو المُزْنُ ، ويحمد
[١] آثرنا عنوان هذا
الفصل كاملاً عن ( ل ) لباب الآداب.