البناءُ المرتفع. فإذا كان طويلاً مديداً ، قيل له : مُشَذَّبٌ. تشبيهاً [١] بالنخلة
المشذبة. فإذا كان مُحْكم
الخِلْقَةِ ، قيل له : صِلْدِمٌ
، تشبيهاً بالصِّلْدِم ، وهو : الحجرُ الصَّلْدُ.
٣٠ ـ فصل في أوصافه المشتقة من أوصاف الماء
إذا كان الفرس
كثير الجري ، فهو : غَمْرٌ. شبه بالمار الغَمْرِ وهو الكثير [٢]. فإذا كان
سريع الجري ، فهو : يعبوب. شبه باليعبوب
وهو الجدولُ السريعُ
الجَرْي. فإذا كان كلما ذهب منه إحْضَارٌ جاءه إحضارٌ [٣] آخر [٤] ، فهو : جَمُومٌ شبه بالبئر الجموم ، وهي التي لا يُنْزَحُ مَائُها. فإذا
كان مُتَتَابع الجَرْي ، فهو : مِسَحّ
شبه بسحّ المطر وهو
تتابع شآبيبه. فإذا كان خفيف الجرْي سريعه ، فهو : فَيْضٌ
وسَكْبٌ شُبِّه بفيض
الماء وانسكابه ، وبه سُمِّي أحد أفراس النبي صَلَى الله عليه وسلم. فإذا كان لا
ينقطعُ جَرْيُهُ ، فهو : بَحْرٌ شبه بالبحر الذي لا ينقطع ماؤه. وأول من تكلم بذلك [٥] النبي صَلَى
الله عليه وسلم في وصف فرس رَكِبَهُ [ فقال : « وَجَدْتُه بَحْراً
] [٦].
فرسٌ جَمُوحٌ : له معنيان ، أحدهما : عَيْبٌ ، وهو إذا كان يركَبُ
رأسَهُ لا يثنيه شيء ؛ فهذا من الجِماح ، الذي يُرَدُّ منه بالعَيْب. والجموح ( الثاني ) : النشيط السريع ، وهو ممدوحٌ ، ومنه قول
أمرىء القيس ، وكان من أعرف الناس بالخيل وأوصفهم لها [٨] :