responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافية الشّافية نویسنده : ابن مالك    جلد : 1  صفحه : 571

أى : وباضت نعامها ؛ لأن النعام تبيض ولا تطفل.

ومثله : [من الطويل]

حديثا أضعناه كلانا فلن أرى

وأنت نجيّا آخر الدّهر أجمعا

فليس «أنت» معطوفا على مرفوع «أرى» ، بل هو مرفوع بفعل مضمر ؛ لأن ذا همزة المتكلم لا يعمل فى غير ضميره.

وقد يحذف المتبوع فى هذا الباب ، ويترك التابع دليلا عليه كقولك ـ لمن قال : أضربت زيدا؟ ـ : «نعم ، وعمرا» ، تريد : ضربت زيدا وعمرا ، وكقول بعض العرب : «وبك وأهلا وسهلا» لمن قال : مرحبا وأهلا بك» ، والتقدير : وبك مرحبا وأهلا ، فحذف «مرحبا» وعطف عليه «أهلا وسهلا».

ومن ذلك ـ والله أعلم ـ قوله ـ تعالى ـ : (فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَباً وَلَوِ افْتَدى بِهِ) [آل عمران : ٩١] أى : لو ملكه ، ولو افتدى به.

ومثله : (وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي) [طه : ٣٩] أى : لترحم ولتصنع على عينى.

ومن حذف ما عطف عليه بالفاء قوله ـ تعالى ـ : (فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً) [البقرة : ٦٠] ، وقوله ـ تعالى ـ : (أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ) [الشعراء : ٦٣] ، أى : فضرب فانفجرت ، فضرب فانفلق.

وقال الزمخشرى فى قوله ـ تعالى ـ : (أَفَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ) [الجاثية : ٣١] : المعنى : ألم يأتكم ، فلم تكن آياتى تتلى عليكم. فحذف المعطوف عليه [١].

وإلى هذا وأمثاله أشرت بقولى :

وقد يسوغ حذف متبوع هنا

إن كان تحصيل المراد ممكنا

ثم بينت بقولى :

ومتبع بالواو قد يقدّم

 ...

أن المعطوف بالواو قد يقع قبل المعطوف عليه إن لم يخرجه التقديم إلى التصدر ، أو إلى مباشرة عامل لا يتصرف ، أو تقدم عليه.


[١]ينظر : الكشاف (٤ / ٢٩٢).

نام کتاب : شرح الكافية الشّافية نویسنده : ابن مالك    جلد : 1  صفحه : 571
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست