فلو قيل على
تقدير لام ثانية : «ما لك وزيد» لم يمتنع.
وللكلام على
مسائل العطف ، وحذف الجار موضع آخر هو به أولى.
وإن أمكن العطف
بتكلف ، فالنصب راجح أيضا ، فمن ذلك قولهم : «لو تركت النّاقة وفصيلها لرضعها» ؛
فإن العطف فيه ممكن على تقدير : لو تركت الناقة ترأم مع فصيلها وترك فصيلها
لرضاعها لرضعها ، وهذا تكلف وتكثير عبارة ، بخلاف أن يقال : لو تركت الناقة مع
فصيلها ، أو لفصيلها.
ومما يترجح فيه
النصب باعتبار المعية على النصب باعتبار العطف ـ قول الشاعر : [من الطويل]
[٢]البيت لأفنون
التغلبى فى حماسة البحترى ص ١٦٤ ، ولمويلك العبدى فى حماسة البحترى ص ٢١٥ ، وبلا
نسبة فى شرح الأشمونى ١ / ٢٢٥ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٩٩.
[٣] ولا يجوز تقديم
المفعول معه على الفعل ؛ نحو قولك : والطيالسة جاء البرد ؛ من حيث كانت صورة هذه
الواو صورة العاطفة ؛ ألا تراك لا تستعملها إلا فى الموضع الذى لو شئت لاستعملت
العاطفة فيه ؛ نحو جاء البرد والطيالسة. ولو شئت لرفعت الطيالسة عطفا على البرد.
وكذلك تركت والأسد لأكلك ، يجوز أن ترفع الأسد عطفا على التاء. ولهذا لم يجز أبو
الحسن جئتك وطلوع الشمس أى مع طلوع الشمس ؛ لأنك لو أردت أن تعطف بها هنا فتقول :
أتيتك وطلوع الشمس لم يجز ؛ لأن طلوع الشمس لا يصح إتيانه لك ، فلمّا ساوقت حرف
العطف قبح والطيالسة جاء البرد ؛ كما قبح وزيد قام عمرو ؛ لكنه يجوز جاء والطيالسة
ـ
نام کتاب : شرح الكافية الشّافية نویسنده : ابن مالك جلد : 1 صفحه : 312