الصفار من أن الحصر إنما يتبين بالقرائن ، لما أوجب النحاة تأخير المحصور
بها ؛ لكنهم أوجبوا تأخير الفاعل إذا قصد حصره ، وكذلك تأخير المفعول أيضا ؛ فدل
على أنهم لم يكتفوا بالقرائن.
وأما قول ابن
عصفور : إنه لو كان من مواضع الانفصال لما جاء متصلا ، وقد قالت العرب : إنما
أدافع عن أحسابهم فغير ظاهر ؛ لأن قائل هذا الكلام لم يقصد حصر الفاعل ، والفصل
إنما يجب مع قصد الحصر ، وإنما قصد هذا المتكلم حصر المتعلق بالفعل ، أي : لا
أدافع إلا عن أحسابهم لا عن شيء آخر.
أما كون غيره
لا يدافع فلم يتعرض إليه. والظاهر أن الجماعة إنما حكموا بأن مذهب سيبويه أن الفصل
ضرورة بقوله [١] : «هذا باب ما يجوز في الشّعر من إيّا ، ولا يجوز في
الكلام ، فمن ذلك قول حميد الأرقط [٢] :
[٣] البيتان من الرجز
المشطور ، قائلهما حميد بن مالك الأرقط كما هنا وكما في مراجعهما ، وهما في الوصف
والمدح.
اللغة : العنس :
بفتح العين وسكون النون هي الناقة القوية. تقطع الأراكا : أي تقطع الأرض التي تنبت
الأراك وهو شجر يستاك به.
والمعنى :
جاءتك إبلنا مجهدة فلا تحرمها من عطائك وأنت كريم أيها الممدوح.
وشاهده :
وضع الضمير المنفصل مكان المتصل في قوله : حتّى بلغت إيّاك.
قال ابن يعيش : وكان أبو إسحاق الزجّاج
يقول : تقديره : حتّى بلغتك إيّاك ، وهذا التقدير لا يخرجه عن الضّرورة سواء أراد
له التأكيد أو البدل ؛ لأن حذف المؤكّد أو المبدل منه ضرورة (شرح المفصل : ٣ / ١٠٢).
والبيت في معجم الشواهد (ص ٥١٢) ، وفي شرح التسهيل (١ / ١٤٩) ، وكذلك هو في
التذييل والتكميل (٢ / ٢١٩).
[٤] البيت سبق
الاستشهاد به والحديث عنه ، وقد استشهد به هناك
على وجوب فصل الضمير لوقوعه بعد إنما ، وهنا استشهد
به على أن هذا الفصل ضرورة. وتأويل ذلك كله مذكور في الشرح بعد البيت ، قال ناظر
الجيش بعد هذا التأويل : وهو محمل جيد.
نام کتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد نویسنده : ناظر الجيش جلد : 1 صفحه : 521