الثاني
عشر : إذا نصبه عامل
في مضمر قبله غير مرفوع إن اتفق رتبة مثاله : علمتك إيّاك أي أنت في علمي الآن كما
كنت من قبل.
والمراد
بالموافقة في الرتبة كونه لمتكلم كعلمتني إياي ، أو لمخاطب كعلمتك إياك ، أو لغائب
كزيد علمته إياه ، أو لغائبين كقولك : مال زيد أعطيته إياه [٣].
قال
المصنف : «فانفصال ثاني الحاضرين متعين أبدا ؛ لأنه لا يكون إلّا
مثل الأول لفظا ومتحدا به معنى ؛ فاستثقل اتّصالهما ، ولأنّ اتّصالهما يوهم التّكرار.
وانفصال ثاني الغائبين متعين أيضا إن كان هو الأول في المعنى ، نحو : مال زيد
أعطيته إيّاه» انتهى [٤].
واحترز بقوله :
غير
مرفوع : من قولهم :
ظننتني قائما ؛ فإن الضمير الذي هو الياء نصبه عامل في مضمر قبله ، وقد اتفقا رتبة
؛ فإنهما لمتكلم ؛ لكن الضمير الأول مرفوع فلا يجب انفصال الثاني بل ولا يجوز
انفصاله. وكذلك قولك : زيد ظنّه قائما [٥] ، قد عمل ظن في مضمر مرفوع ، وهو الفاعل المستكن ، وفي
مضمر ـ
والشاعر
يفتخر بنفسه وبصاحبه بأن من يريد الاستعانة بأحد في أمر فليستعن به أو بصاحبه.
والبيت في معجم الشواهد (ص ٣٩٥) ، وفي
شرح التسهيل (١ / ١٥٠) ، وفي التذييل والتكميل (٢ / ٢٢٧).
[١]سميت بذلك لأنها
تفرق بين إن المخففة من الثقيلة وإن النافية. وفي شرح الأشموني على الألفية : (١ /
٢٨٨) يقول : تنبيه : «مذهب سيبويه أنّ هذه اللام هي لام الابتداء ، وذهب الفارسيّ
إلى أنها غيرها اجتلبت للفرق».
[٢] البيت من بحر
الخفيف غير منسوب في مراجعه إلى قائل.
والشاعر يقول لصاحبه :
أنت الصديق المخلص ؛ ولذلك فمن حقك علي أن تأمرني بأي أمر ، وأنا سأطيعك وأنفذ كل
طلبك. واستشهد بالبيت على فصل الضمير لوقوعه بعد اللام الفارقة بين إن المخففة وإن
النافية في قوله : إن وجدت الصديق حقّا لإياك.
والبيت في شرح التسهيل (١ / ١٥١) ، وفي
التذييل والتكميل (٢ / ٢٢٧) ، وفي معجم الشواهد (ص ٢١٦).
[٣] قوله : أو لغائب
أو لغائبين معناه : أن الضميرين في زيد علمته إياه مقصود بهما واحد ، وفي مال زيد
أعطيته إياه مقصود بهما اثنان. الأول للمال والثاني لزيد ويجوز العكس.