ورجح سيبويه
الإشباع إذا لم يكن الساكن حرف لين [١].
قال
المصنف : «وردّ ذلك أبو العبّاس ويعضّده السّماع الشّائع» [٢].
قال
الشيخ : «والّذي يدلّ عليه السّماع الشّائع هو ما ذكره سيبويه
وذهب إليه» [٣] ، ولم يستشهد الشيخ بشيء غير أنه إنما اعتمد في ذلك
كلام سيبويه وهو قوله :
«وقد يحذف بعض
العرب الحرف الّذي بعد الهاء إذا كان ما قبل الهاء ساكنا لأنّهم كرهوا حرفين
ساكنين بينهما حرف خفيّ نحو الألف ، فكما كرهوا التقاء السّاكنين في آمين ونحوها
كرهوا ألّا يكون بينهما حرف قويّ ، وذلك قول بعضهم منه يا فتى ، والإتمام أجود لأن
هذا السّاكن ليس بحرف لين والهاء حرف متحرّك» انتهى [٤].
وروى الكسائي
عن بني عقيل وبني كلاب الإسكان واختلاس الضمة والكسرة في الهاء بعد متحرك.
قال
الكسائي[٥] : «سمعت أعراب عقيل وكلاب يقولون : (إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ)[٦] بالجزم و (لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ) بغير تمام. وبهذه اللّغة قرأ ـ
[١]قال سيبويه (٤ /
١٨٩) : هذا باب ثبات الياء والواو في الهاء التي هي علامة الإضمار وحذفهما : فأمّا
الثّبات فقولك : ضربهو زيد وعليها مال ولديهو رجل ، جاءت الهاء مع ما بعدها هاهنا
في المذكّر كما جاءت وبعدها الألف في المؤنّث ، وذلك قولك : ضربها زيد وعليها مال.
فإذا كان قبل الهاء حرف لين فإن حذف الياء والواو في الوصل أحسن. وبعد التعليل
والتمثيل : (وَنَزَّلْناهُ
تَنْزِيلاً)[الإسراء
: ١٠٦] ، (خُذُوهُ
فَغُلُّوهُ)[الحاقه
: ٣٠] ؛ قال : والإتمام عربيّ ثمّ قال : فإن لم يكن قبل هاء التّذكير حرف لين
أثبتوا الياء والواو في الوصل (الكتاب : ٤ / ١٩٠).
[٢]شرح التسهيل (١ /
١٣٢). ولم يرد المبرد ذلك ، وإنما يتفق رأيه مع رأي سيبويه ، وهذا نص ما ذكره ،
قال في هذا الموضع (المقتضب : ١ / ٣٦ ، ٣٧ ، ٣٨) :
وإن كانت هذه الهاء بعد واو أو ياء
ساكنتين أو ألف فالّذي يختار حذف حرف اللين بعدها. تقول : عليه مال يا فتى بكسر
الهاء ... ومن لزم اللّغة الحجازيّة قال : عليه مال بالضم. فإن كان قبل الهاء حرف
ساكن من غير حروف المدّ واللّين فأنت مخيّر إن شئت أثبتّ وإن شئت حذفت.