(وَما أَنْسانِيهُ
إِلَّا الشَّيْطانُ)[١] ، و (بِما عاهَدَ عَلَيْهُ
اللهَ)[٢] ، وحمزة في (لِأَهْلِهِ امْكُثُوا) في الموضعين [٣] ، فإنهما قرآ بالضم على لغة الحجازيين.
ومن العرب من
يكسرها بعد كسرة مفصولة بساكن ومنه : (أَرْجِهْ وَأَخاهُ)[٤].
في قراءة ابن
ذكوان [٥] وإشباع حركة هذه الهاء هو الأصل والتزم ذلك بعد متحرك في غير الضرورة [٦] ، إلا عند بني عقيل وبني كلاب كما سيأتي [١ / ١٤٦].
أما إذا كان ما
قبل الهاء ساكنا فإن الاختلاس يختار على الإشباع.
قال
المصنف : «لأن اللافظ بالإشباع بعد ساكن كالجامع بين ساكنين ،
فلذلك كثر اختلاس الضّمة والكسرة في نحو منه ويأتيه ويرجوه». ـ
ولد سنة (٩٠ ه)
وتوفي سنة (١٨٠ ه). انظر ترجمته في معجم الأدباء (١ / ٢١٥) ، والأعلام (٢ / ٢٩١)
، غاية النهاية (١ / ٢٥٤).
[١] سورة الكهف : ٦٣.
وقد قرأ حفص بضم الهاء على لغة الحجازيين وقرأ الباقون بكسرها على لغة غيرهم. قال
ابن خالويه : الحجة لمن ضم أنه أتى بلفظ الهاء على أصل ما وجب لها.
والحجة لمن قرأه بالكسر فلمجاورة الياء (الحجة
: ص ٢٢٦).
[٣] أما الموضع الأول
فهو قوله تعالى : (وَهَلْ
أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى (٩) إِذْ رَأى ناراً فَقالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا)[طه
: ٩ ، ١٠]. وأما الثاني فهو قوله تعالى : (فَلَمَّا
قَضى مُوسَى الْأَجَلَ وَسارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جانِبِ الطُّورِ ناراً قالَ
لِأَهْلِهِ امْكُثُوا)[القصص
: ٢٩]. وقد قرأهما حمزة بضم الهاء والباقون بكسرها.
[٤] موضعان في القرآن
أما الأول فهو قوله تعالى : (قالُوا
أَرْجِهْ وَأَخاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ)[الأعراف
: ١١١]. وأما الثاني فهو قوله : (قالُوا
أَرْجِهْ وَأَخاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ)[الشعراء
: ٣٦]. قرأ ابن كثير بالهمز وضم الهاء مع إشباعها ، ونافع بغير الهمز وكسر الهاء
مع إشباعها ، وقراءة حفص عن عاصم بغير الهمز وسكون الهاء ، وقراءة ابن ذكوان
بالهمز وكسر الهاء.
قال ابن خالويه : وهو عند النحويين غلط
لأن الكسر لا يجوز في الهاء إذا سكن ما قبلها كقوله تعالى : (وَأَشْرِكْهُ فِي
أَمْرِي)[طه
: ٣٢] ثم قال : وله وجه في العربية ، وذلك أن الهمزة لما سكنت للأمر والهاء بعدها
ساكنة على لغة من يسكن الهاء كسرها لالتقاء الساكنين (الحجة : ص ١٦٠).
[٥] هو عبد الرحمن بن
أحمد أبو عمر بن ذكوان عالم بالقراءات ، كان شيخ الإقراء بالشام ولم يكن في المشرق
والمغرب في زمانه أعلم بالقراءة منه. وقد ولد سنة (١٧٣ ه) وتوفي شابّا سنة (٢٠٢ ه).
تنظر ترجمته في الأعلام (٤ / ٦٤) ، غاية
النهاية (١ / ٣٦٤).
[٦]انظر باب ما يحمل
الشعر من كتاب سيبويه (١ / ٣٦) ومن أمثلته قول الشاعر وهو من الوافر : له زجل كأنه
صوت حاد ... إلخ وسيأتي. وقول الآخر وهو من البسيط :
ما حجّ ربّه في الدّنيا ولا اعتمرا
نام کتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد نویسنده : ناظر الجيش جلد : 1 صفحه : 477