منها
: «أن ضمير الغائبين إنما يأتي كضمير الغائبة إذا كان
الضمير عائدا على جمع تكسير كما مثّله ؛ أما إذا عاد على جمع سلامة نحو الزيدين ،
فلا يجوز أن يكون إلا بالواو ، ولا يقال الزيدون خرجت ، وظاهر كلام المصنف يدل على
عموم الحكم في الجمعين» [١].
قال : «وإذا
عاد الضمير على اسم جمع ، جاز فيه الجمع والإفراد ، نحو : الرهط خرجوا والرهط خرج»
[٢].
ومنها
: «أنه نفى الحجة من البيت الذي أنشده شاهدا على أن ضمير
الغائبين يأتي كضمير الغائب وهو : فإني رأيت الصّامرين ... البيت».
قال : «لأنه
يحتمل أن يكون متاعهم بدلا من الصامرين ، والخبر يموت ، كما تقول : إن الزيدين
برهم واسع. وكنى عن نفاد متاعهم بالموت على سبيل المجاز ، والتقدير : فإنّي رأيت
متاع الصّامرين يبيد ويفنى» انتهى [٣].
ومنها : قوله ـ
وقد أجاز سيبويه أن يقال : «ضربت وضربني قومك» ـ قال : «لم يجز سيبويه ذلك على
الإطلاق ، ولا هذا الذي ذكره مقال سيبويه ، بل قال سيبويه [٥] : وإن قال ضربني وضربت قومك فجائز ، وهو قبيح أن يجعل
اللفظ كالواحد ، كما تقول : هو أجمل الفتيان وأحسنه وأكرم بنيه وأنبله ؛ ولا بدّ
من هذا ، لأنّه لا يخلو الفعل من مضمر أو مظهر مرفوع من الأسماء ، كأنّك قلت ضربني
من ثمّ ، وضربت قومك ، وترك ذلك أجود وأحسن».
قال
الشيخ : «فحكم سيبويه بقبحه ؛ وإنّما أجاز سيبويه ذلك على قبحه ـ
[٤] بل الضعف في
تخريج ابن مالك. وأحسن منهما أن يقال : الصامرين مفعول رأيت ، ومتاعهم بالرفع
مبتدأ ، وجملة يموت ويفنى خبره ، وهو مفرد لأن ما قبله مفرد ، وجملة الابتداء
مفعول رأيت الثاني أو حالا من الفاعل ؛ وعليه يكون معنى البيت : رأيت الباخلين
متاعهم يفنى وضده رأيت الكرماء متاعهم يبقى ، وهو معنى مجازي.