وإذا جاز لهم
الانقياد [٢] إلى الشبه اللفظي في الخروج من فرع إلى أصل ، فالانقياد
إليه من أصل إلى فرع أحق بالجواز ، وذلك أنهم قالوا في ياسمين وسرجين وشياطين :
ياسمون وسرجون وشياطون ، وأعربوها إعراب جمع التصحيح تشبيها للآخر بالآخر ، وإن
كان نون بعضها أصليّا مع أن هذا الأعراب فرع. والإعراب بالحركات أصل ؛ فأن يشبه
باب سنين وظبين بباب قرين ومبين [٣] أقرب وأنسب.
وإنما ألزموه
إذ أعربوه بالحركات الياء دون الواو ؛ لأنها أخف ولأن باب غسلين أوسع مجالا من باب
عربون ، ولأن الواو كانت إعرابا صريحا ؛ إذ لم يشترك فيها شيآن ؛ فلو لزمت عند
الإعراب بالحركات لكان الرفع بالضمة معها كرفعين ، وليست الياء كذلك ؛ إذ لم ينفرد
بها شيء واحد.
والضمير من
قوله : وينصب
كائنا بالألف والتّاء عائد إلى المعتل اللام [١ / ١٠٣] المعوض منها تاء التأنيث. فإذا جمع هذا
النوع بالألف والتاء جاز عند بعض العرب نصبه بالفتحة ، كقول بعضهم : سمعت لغاتهم
بفتح التاء.
[١] رده أبو حيان
قائلا : لا يجوز ما ذكر في عشرين ؛ لأن إعرابها بالواو والنون على جهة الشذوذ ،
فلا يضم إليه شذوذ آخر ، وخرج بيت جرير على الضرورة.
[٢] استمرار في
التعليل لجواز معاملة عشرين وأخواته معاملة سنين في الإعراب بالحركات ومقصوده
بالفرع : الإعراب بالحروف ، وبالأصل : الإعراب بالحركات.
[٣]وفي نسخة الأصل :
بباب برين ومبين ؛ وما أثبتناه من شرح التسهيل (١ / ٨٧) وهو الأصح. وفي نسخة (ب) ،
(ج) كتب مكانهما : هنا بياض يسير.
[٤]البيت من بحر
الطويل من قصيدة طويلة لأبي ذؤيب الهذلي انظر الديوان (ص ٩) وديوان الهذليين (١ /
٧٩). وهو في هذا البيت يصف رجلا يقطف جنى النحل.
اللغة : جلاها :
طردها. الأيام :
بضم الهمزة وكسرها : الدخان. تحيزت :
اجتمع بعضها إلى بعض ويروى مكانه تحيرت.
المعنى :
يقول الشاعر : إن هذا الرجل حين أراد قطف جنى النحل منها أخرج النحل من بيوتها
بالدخان الذي دخن به عليها لئلا تلسعه ؛ وحين فعل ذلك تضامت جماعات النحل يبدو
عليها الذل والاكتئاب لهيجانها.
وقد روي البيت بكسر ثبات على أنه جمع
مؤنث سالم منصوب بالكسرة وهو حال ، كما روي بالفتح على أنه
نام کتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد نویسنده : ناظر الجيش جلد : 1 صفحه : 370