قال
الشيخ : «وقد أغفل المصنف ذكر مسائل تقدّر فيها الحركات الثّلاث
مع أن الحرف الذي يقدّر فيه صحيح ، منها الحرف المدغم كقوله تعالى : (وَقَتَلَ داوُدُ جالُوتَ)[١] ، (وَتَرَى النَّاسَ
سُكارى)[٢] ، (وَالْعادِياتِ
ضَبْحاً)[٣].
ومنها المحكي :
نحو من زيدا؟ لمن قال لك : ضربت زيدا ، ومنها المضاف إلى ياء المتكلم نحو قام
غلامي» انتهى [٤].
والجواب
: أن الذي يقدر فيه حركة الإعراب مما آخره صحيح قسمان :
ـ
قسم امتنع فيه
النطق بالحركة لعارض ، فلزم فيه التقدير ؛ فهذا لا يحتاج إلى التنبيه عليه لوضوح
الأمر فيه. وذلك كالمدغم والمحكي والمضاف إلى الياء.
ـ
وقسم يمكن فيه
الإتيان بالحركة فسكن جوازا كتسكين تاء (وَبُعُولَتُهُنَ) [البقرة : ٢٢٨] ولام (وَرُسُلُنا) [الزخرف : ٨٠] والأصل يقتضي ألا يسكن ؛ فهذا يجب التنبيه عليه لخروجه عن
الأصل.
وأيضا فالحق أن
المصنف لم يقصد ذكر الأماكن التي فاتت الكلمة الصحيحة الآخر فيها الحركة ؛ لأن هذا
أمر واضح لا يحتاج إلى تبيين ، وإنما قصد الإشارة إلى كلمات من حقها الحركة فسكنت
دون مقتض يوجب التسكين. وعلى هذا فلا يتوجه على المصنف استدراك.
وأما
قوله : وربّما قدّر جزم الياء في السّعة فالإشارة به إلى قراءة قنبل [٥]رضياللهعنه : ـ
[٥] هو أبو عمر قنبل
بن عبد الرحمن بن محمد بن خالد بن سعيد المكي. وقنبل لقب غلب عليه وسمي بذلك ؛
لأنه كان يستعمل دواء يقال له قنبيل شاف للبصر. ولد في أيام الأمين سنة (١٩٥ ه).
وقرأ على عبد الله بن كثير. وممن قرأ
عليه ابن مجاهد ، وكان قنبل يلي الشرزة وكان لا يليها إلا أهل العلم والفضل لتقوم
بواجبها ، عاش ستّا وتسعين سنة وقطع الإقراء في آخرها لاضطراب عقله ، ومات سنة (٢٩١
ه).
انظر ترجمته في معجم الأدباء (١٧ / ١٧)
، غاية النهاية (٣ / ١٦٥).
نام کتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد نویسنده : ناظر الجيش جلد : 1 صفحه : 303