مثال الإضافة المقدّرة بـ «من» : «خاتم فضّة» و «باب ساج» [١] ، وضابطه : أن يكون المضاف إليه اسما للجنس الّذي منه المضاف.
ومثال المقدّرة بـ «في» : (بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ) [سبأ : ٣٣] ، وضابطه : أن يكون المضاف إليه اسم زمان ، وقع فيه المضاف.
وإلى هذين القسمين أشار بقوله : «وانو من أو في».
وقوله : «إذا لم يصلح إلّا ذاك» يعني : في التّأويل.
وقوله : «واللام خذا لما سوى ذينك» أي : قدّر اللام فيما سوى ذينك [٢] القسمين ، وهو أكثر أقسام المضاف.
وشمل قوله : «اللام» : اللام الّتي للملك ، نحو «دار زيد» ، والّتي للاستحقاق ، نحو «باب الدّار».
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
... واخصص أوّلا
أو أعطه التّعريف بالّذي تلا
يعني : أنّ الإضافة المحضة تفيد تخصيص الأوّل إذا أضيف إلى نكرة ، نحو «غلام رجل» ، أو تعريفه إن أضيف إلى معرفة ، نحو «غلام زيد».
وفهم كون القسم الأوّل هو المضاف إلى نكرة ـ من ذكر المعرفة في قسيمه [٣].
ثمّ أشار إلى القسم الثّاني من الإضافة / وهي الإضافة غير المحضة ، فقال رحمهالله تعالى :
وإن يشابه المضاف يفعل
وصفا فعن تنكيره لا يعزل
كربّ راجينا عظيم الأمل
مروّع القلب قليل الحيل
الأشموني : ٢ / ٢٣٨ ، المساعد على تسهيل الفوائد : ٢ / ٣٢٩ ـ ٣٣٠ ، الهمع : ٤ / ٢٦٧ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٥٠٢.
[١] الساج : خشب أسود رزين يجلب من الهند ولا تكاد الأرض تبليه ، قال الزمخشري : عملت سفينة نوح عليهالسلام من ساج ، وهي خشب سود.
انظر تاج العروس : ٢ / ٦١ (سوج) ، أساس البلاغة للزمخشري : ٢٢٣ (سوج) ، اللسان : ٣ / ٢١٤١ (سوج).
[٢]في الأصل : ذلك. انظر شرح المكودي : ١ / ١٩٠.
[٣]في الأصل : قسميه. انظر شرح المكودي : ١ / ١٩٠.