نام کتاب : شرح ابن طولون على ألفية ابن مالك نویسنده : ابن طولون جلد : 1 صفحه : 423
والعذر له في
إطلاقه : أنّ أكثر (هذه) [١] الأقسام يجوز فيه الأوجه الثّلاثة فاعتمد في ذلك على
الأكثر.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
والحال قد
يحذف ما فيها عمل
وبعض ما يحذف
ذكره حظل
العامل في
الحال قد يحذف ، وحذفه على نوعين : جائز وواجب ، وإلى النّوعين أشار هنا.
فيحذف جوازا
إذا دلّ عليه دليل لفظيّ أو حاليّ ، فاللّفظيّ : كما إذا تقدّم ذكره ، كقولك : «راكبا»
لمن قال لك : «كيف جئت» والحالىّ : كقولك للقادم من سفر الحجّ : «مبرورا مأجورا»
أي : قدمت ، ولك في هذين ونحوهما أن تذكر العامل ، فتقول : «جئت راكبا» ، و «قدمت
مبرورا».
ويحذف وجوبا
إذا ضرب مثلا ، كقول العرب : «حظيّين بنات صلفين كنّات» [٢] ، فـ «حظيّين ، وصلفين» / حالان ، والعامل فيهما :
عرفتهم ، و «الحظيّين» اسم فاعل من «حظي» المشتقّ من «الحظوة» [٣] ، و «صلفين» من «الصّلف» ، وهو عدم الحظوة ، يقال :
صلفت المرأة صلفا ، إذا لم تحظ عند زوجها [٤] ، و «البنات» جمع «بنت» ، و «الكنّات» جمع «كنّة» وهي
زوجه الابن [٥] ، و «بنات» و «كنات» منصوبان [٦] على التّمييز [٧].
رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ
وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ ،) وقد يستغنى بالضمير
عن الواو كقوله تعالى : (وَقُلْنَا
اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ.)
وإن كانت الجملة الاسمية مؤكدة لزم الضمير وترك الواو ، نحو «هو الحق لا شبهة فيه»
، وكقوله تعالى : (ذلِكَ
الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ.)
انظر شرح ابن الناظم : ٣٣٨ ـ ٣٤٤ ،
التصريح على التوضيح : ١ / ٣٩٠ ـ ٣٩٢ ، شرح المرادي : ٢ / ١٦٨ ـ ١٧١ ، شرح
الأشموني : ٢ / ١٨٩ ، ١٩١ ، شرح ابن عقيل : ١ / ٢٢١.
[١]ما بين القوسين
ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ١٧٥.
[٢] هذا مثل يضرب
للرجل عند الحاجة يطلبها ، يصيب بعضها ويعسر عليه بعض.