نام کتاب : شرح ابن طولون على ألفية ابن مالك نویسنده : ابن طولون جلد : 1 صفحه : 375
الرّابع : أن
يكون ما اشتملت عليه الجملة غير صالح للعمل [١].
الخامس : أن
يكون المصدر مشعرا بالحدوث.
وإنّما لم
يصرّح بباقي الشّروط ، لأنّه مستفاد من المثال ، وهو قوله :
كلي بكا بكاء ذات عضله
فالجملة مشتملة
على معنى المصدر ، وهو «بكا» وعلى فاعله ، وهو «الياء» من «لي» ، وليس في المصدر
الّذي اشتملت عليه ، وهو «بكا» صلاحيّة للعمل ، لأنّه ليس نائبا عن الفعل ، ولا
مقدّرا بـ «أن» والفعل ، و «بكا» مشعر بالحدوث ، فعلى هذا يكون المثال تتميما
للحكم وللشّروط ، و «البكاء» / يمدّ ويقصر [٢] ، وقد استعمله في المثال بالوجهين ، و «ذات عضله» هي
الّتي تمنع من النّكاح [٣].
[٢]قال الأزهري في
إعراب الألفية (٥٣) : و «بكا» مبتدأ مؤخر ، وقصر ـ للضرورة ، لأن البكاء ـ بالمد ـ
ما كان معه صوت ، وهو المقصود هنا ، و «البكا» ـ بالقصر ـ ما لم يكن معه صوت ،
وإنما هو بمنزلة الحزن ، حكى ذلك النحاس في كافيه عن الخليل ، وقال الجوهري : البكاء
يمد ويقصر ، فإذا مددت أردت الصوت الذي يكون معه البكاء ، وإذا قصرت أردت الدموع
وخروجها ، نقل ذلك الشاطبي. انتهى. وانظر اللسان : ١ / ٣٣٧ (بكى) ، المكودي مع ابن
حمدون : ١ / ١٥١.
[٣] هذا مبني على أن «عضلة»
بفتح العين ، ويحتمل أن يكون بضمها ، فيكون معناها الداهية ، وعليه مشى ابن الجزري
والسيوطي.