ولو كانت لنفي
الوحدة عملت عمل «ليس» ، نحو «لا رجل قائما ، بل رجلان» ، وكذا إن أريد بها نفى [٣] الجنس لا على سبيل التّنصيص ، بل على سبيل الظّهور نحو «لا
رجل قائما» ، ويمتنع أن يقال بعده : «بل رجلان».
وإن دخل (عليها)
[٤] الخافض خفض النّكرة نحو «جئت بلا زاد» ، وشذّ «جئت بلا شيء» بالفتح [٥].
وإن كان الاسم
معرفة أو منفصلا منها أهملت [٦] خلافا لأبي عثمان ، فإنّه أجاز فيها أن تعمل مع فصلها ،
ولكنّه لا يبني [٧] ، ووجب عند غير المبرّد وابن
٦٥ ـ من البسيط
للفرزدق في ديوانه (٢٨٣) من قصيدة له يهجو بها عمر بن هبيرة الفزاري ، وكان أميرا
إذ ذاك ، ثم حبس ، فمدحه في الحبس ، فقال : ما رأيت أشرف من الفرزدق هجاني أميرا
ومدحني أسيرا ، وقبله (وهو أول القصيدة) :
غطفان : اسم قبيلة ، وصرفها للضرورة.
اللوم : العزل. الحسب : ما يعد من المآثر ، وقال الأزهري : الحسب الشرف الثابت له
ولآبائه. عمرا : أراد به عمر بن هبيرة. والمعنى : لو كانت غطفان غير مسيئة إليّ لعذل
أشرافها عمر بن هبيرة في تعرضه لي ، ومنعوه عني.
والشاهد في قوله : «لا ذنوب لها» فإنّ «لا»
ههنا زائدة ، وعملت عمل غير الزائدة شذوذا ، فـ «ذنوب» اسمها ، و «لها» خبرها ،
وأصل الكلام : لو لم تكن غطفان لها ذنوب ، وجملة «لها ذنوب» من الخبر المقدم
والمبتدأ في محل نصب حال.
[٣]ما بين القوسين
ساقط من الأصل. انظر التصريح : ١ / ٢٣٧.
[٤] على الإعمال
والتركيب. ووجهه أنّ الجار دخل بعد التركيب نحو «لا خمسة عشر» ، وليس حرف الجر
معلقا ، بل «لا» وما ركب معها في موضع جر ، لأنّهما جريا مجرى الاسم الواحد.
قاله ابن جني ، وقال في موضع آخر : إن «لا»
نصبت «شيء» ولا خبر لها لأنّها صارت فضلة ، نقله عن أبي علي وأقره. انظر التصريح
على التوضيح : ١ / ٢٣٧.
[٦] وإليه ذهب
الرماني أيضا. وخلافا للكسائي ، حيث أنّه أجاز إعمالها في العلم المفرد مع البناء
، نحو «لا زيد» ، والمضاف لكنية نحو «لا أبا محمد» ، أو «لله ، أو الرحمن ، أو
العزيز» ، نحو «لا عبد الله ، ولا عبد الرحمن ، ولا عبد العزيز» ، وهو مذهب الكوفيين.
ووافقه الفراء في «لا عبد الله» ، قال : لأنّه حرف مستعمل ، يقال لكل أحد «عبد
الله» ، وخالفه في ـ
نام کتاب : شرح ابن طولون على ألفية ابن مالك نویسنده : ابن طولون جلد : 1 صفحه : 270