يعني : أنّ
اقتران المضارع الواقع خبرا لعسى بـ «أن» كثير ، كقوله عزوجل : (عَسَى اللهُ أَنْ
يَتُوبَ عَلَيْهِمْ) [التوبة : ١٠٢] ، وخلوّه منها قليل ، كقول هدبة العذريّ [٣] :
٤٥ ـ من الطويل لتأبط
شرا من قصيدة له في ديوانه (٩١) يحكي فيها حكاية جرت معه مع بني لحيان من هذيل ،
وعجزه :
وكم مثلها فارقتها وهي تصفر
أبت : رجعت. فهم : قبيلة (فهم بن عمرو
بن قيس عيلان). تصفر : من صفير الطائر ، كناية عن خلوها من السكان. والشاهد في
قوله : «وما كدت آيبا» حيث استعمل خبر «كاد» اسما مفردا ، وهو قليل ونادر ،
والكثير أن يكون خبرها فعلا مضارعا ، لأنّه يقبل الحال والاستقبال.
ويروى : «وما كنت آيبا» ، كما يروى : «ولم
أك آيبا» وعليهما فلا شاهد فيه هنا.
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٠٣ ،
الشواهد الكبرى : ٢ / ١٦٥ ، شرح ابن يعيش : ٧ / ١٣ ، ١١٩ ، ١٢٥ ، الخزانة : ٨ /
٣٧٤ ، ٩ / ٣٤٧ ، شرح الحماسة للمرزوقي : ١ / ٨٣ ، اللسان (كيد) ، الخصائص : ١ /
٣٩١ ، الإنصاف : ٢ / ٥٥٤ ، شرح ابن عقيل : ١ / ١٢٤ ، شرح ابن الناظم : ١٥٤ ، شرح
ابن عصفور : ١ / ١٣٠ ، ٥٤٠ ، شرح الأشموني : ١ / ٢٥٩ ، شرح المرادي : ١ / ٣٢٥ ،
الهمع : ١ / ١٣٠ ، التوطئة : ٢٩٨ ، الإرشاد للكيشي : ٨٩ ، شواهد المفصل والمتوسط :
٢ / ٤٨٥ ، المقتصد : ٢ / ١٠٤٨ ، شواهد الجرجاوي : ٦٣ ، الجامع الصغير : ٥٩ ،
الإيضاح لابن الحاجب : ٢ / ١٣ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ١٢٠.
[١] هذا مثل يضرب
للرجل يقال له : لعل الشرجاء من قبلك. وأصل هذا المثل ـ فيما يقال ـ من قول الزباء
حين قالت لقومها عند رجوع قصير من العراق ومعه الرجال وبات بالغوير على طريقه : «عسى
الغوير أبؤسا» ، أي : لعل الشر يأتيكم من قبل الغار. وبعض النحاة يذكر هذا على
أنّه رجز ، وقد ورد في ملحقات ديوان رؤبة (١٨٥). ونصب «أبؤسا» على معنى : عسى
الغوير يكون أبؤسا ، ويجوز أنّ يقدر : عسى الغوير أن يكون أبؤسا ، وقال أبو علي : جعل
«عسى» بمعنى «كان» ونزله منزلته.
[٢] هو هدبة بن خشرم
بن كرز العذري من بني عامر بن ثعلبة من سعد بن هذيم من قضاعة ، شاعر فصيح مرتجل ،
راوية ، من أهل بادية الحجاز ، أبو عمرو ، أكثر ما بقي من شعره ما قاله
نام کتاب : شرح ابن طولون على ألفية ابن مالك نویسنده : ابن طولون جلد : 1 صفحه : 231