إنّما فصل هذه
الأحرف من باب «كان» وإن كان عملها كلّها واحدا ، لأنّ هذه أحرف ، وتلك أفعال.
وبدأ بـ «ما»
النّافية ، وهي من الحروف المشتركة بين الأسماء والأفعال ، فأصلها أن لا تعمل ،
ولذلك أهملها بنو تميم ، قال سيبويه : «وهو القياس» [٣] ، كما أهملوا «ليس» حملا عليها ، فقالوا : «ليس الطّيب
إلّا المسك» [٤] بالرّفع ، قاله في المغني [٥].
وأمّا أهل
الحجاز فاعملوها عمل «ليس» لشبهها بها في نفي الحال ، ثمّ اختلف النّحاة :
فقال البصريّون
: عملت في الجزأين.
[١] في الأصل : وما. و
: «فصل في» ساقط من الأصل. انظر الألفية : ٤٢.
[٣]قال سيبويه في
الكتاب (١ / ٢٨) : «وأما بنو تميم فيجرونها مجرى «أما» و «هل» ، أي : لا يعملونها
في شيء ، وهو القياس ، لأنه ليس بفعل ، وليس «ما» كـ «ليس» ولا يكون فيها إضمار».
وانظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٩٦ ، شرح الكافية لابن مالك : ١ / ٤٣٥.