نام کتاب : شرح ابن طولون على ألفية ابن مالك نویسنده : ابن طولون جلد : 1 صفحه : 198
و «منوطا» حال من الضّمير المستتر في «كان» المقدّرة ، ومعنى «منوط» : متعلّق
[١].
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وأخبروا
باثنين أو بأكثرا
عن واحد كهم
سراة شعرا
يعني : أنّ
المبتدأ الواحد قد يتعدد خبره ، فيكون أكثر من واحد ، وذلك على وجهين :
أحدهما : أن
يتعدّد لفظا لا معنى ، نحو «الرّمان حلو حامض» ، لأنّ معنى الخبرين راجع إلى شيء
واحد إذ معناهما : مزّ ، فهذا يمتنع فيه عطف أحد الخبرين على الآخر ، لأنّهما
بمنزلة اسم واحد على الأصحّ ، خلافا للفارسيّ في أحد قوليه [٢].
والثّاني : أن
يتعدّد لفظا ومعنى ، نحو «زيد كاتب ـ أي : ناثر [٣] ـ ، شاعر ـ أي : ناظم ـ» ، بمعنى : أنّه ينظم الكلام
وينثره ، وهذا يجوز أن يعطف الثّاني على الأوّل ، وألّا يعطف ، وإلى هذا النوع
أشار بقوله : «كهم سراة شعرا» ، فـ «هم» مبتدأ ، و «سراة» خبر أوّل ، و «شعرا» خبر
بعد خبر ، و «سراة» : جمع «سريّ» على غير قياس (٤)(٥).
[٤] وإنّما كان على
غير قياس لأن قياس المعل اللام كـ «سرى» أن يجمع على «أفعلاء» عملا بقول النّاظم :
وناب عنه أفعلاء في المعل
لاما ...
وفي اللسان : والسراة اسم للجمع وليس
بجمع عند سيبويه ، قال : ودليل ذلك قولهم : سروات. والسراة : ـ بفتح السين وقد تضم
ـ أصله : سرية ، والسري : الشريف. انظر المكودي مع ابن حمدون : ١ / ٨٨ ، حاشية
الصبان : ١ / ٢٢١ ، إعراب الألفية : ٢٩ ، اللسان : ٣ / ٢٠٠١ (سرا) ، حاشية الخضري
: ١ / ١٠٩.
[٥] واقتصر الناظم
على هذين النوعين في شرح الكافية ، وزاد ابنه نوعا ثالثا يجب فيه العطف ، وهو أن
يتعدد الخبر لتعدد ما هو له : إما حقيقة نحو «بنوك كاتب وصانع وفقيه» ، وإمّا حكما
كقوله تعالى : (اعْلَمُوا
أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ
وَتَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ)
[الحديد : ٢٠].
انظر شرح الكافية لابن مالك : ١ / ٣٧٢ ـ
٣٧٣ ، شرح ابن الناظم : ١٢٥ ـ ١٢٦ ، شرح المرادي : ١ / ٢٩٤ ، شرح الأشموني : ١ /
٢٢٣.
نام کتاب : شرح ابن طولون على ألفية ابن مالك نویسنده : ابن طولون جلد : 1 صفحه : 198