كان حقّ
النّاظم أن يعبّر بالفعل المستقبل ، لأنّ المقول لم يقع ، كما فعل ابن معط [٢] في ألفيّته قبله [٣] ، ولكنّه عبّر بالماضي لوجوه :
/ منها : أنّه
يجوز أن يكون قد تأخّر نظم «قال» عن المحكيّ به ، فيكون على ظاهره.
ومنها : أن
يكون أوقع الماضي موضع المستقبل تحقيقا له ، وتنزيلا منزلة الواقع ، كما في قوله
تعالى : (أَتى أَمْرُ اللهِ) [النحل : ١].
ومنها : أن
يكون وضع كلمة «قال» أوّل نظمه ليحكي بها عند (قضاء) [٤] الحاجة والفراغ (من المحكيّ) (٥)(٦).
[١] وفي إعراب
الألفية (٣) : «ابن ملك» ، وهو الأولى هنا ليتفق مع قوله بعد : «وحذفت ألف «مالك»
الأول خطأ».
[٢] ابن معطي : هو
يحيى بن عبد المعطي بن عبد النور الزواوي الحنفي المعروف بابن معطي ، أبو الحسين
عالم بالعربية والأدب ، ولد سنة ٥٦٤ ه ، وتتلمذ على الجزولي وغيره وتوفي بالقاهرة
سنة ٦٢٨ ه. ومن آثاره : الدرة الألفية في علم العربية ، منظومة في العروض ،
منظومة في القراءات السبع ، ديوان شعر ، وديوان خطب.
انظر ترجمته في معجم الأدباء للحموي :
٢٠ / ٣٥ ، البداية والنهاية لابن كثير : ١٣ / ١٢٩ ، ١٣٤ ، المختصر في أخبار البشر
لأبي الفداء : ٣ / ١٥٩ ، بغية الوعاة للسيوطي : ٤١٦ ، شذرات الذهب لابن العماد
الحنبلي : ٥ / ١٢٩ ، مرآة الجنان لليافعي : ٤ / ٦٦ ، معجم المؤلفين لعمر كحالة :
١٣ / ٢٠٩ ، الأعلام : ٨ / ١٥٥ ، وانظر ص ٢٧ فقد ترجم له المؤلف هناك. وفي الأصل :
ابن معطي. انظر شرح المرادي : ١ / ٥.
(٤ ـ ٥) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المرادي : ١ / ٦.
[٦]قال المرادي في
شرحه (١ / ٦) : «ونظيره ما أجازه السيرافي في قول سيبويه رحمهالله
: «هذا باب علم ما الكلم من العربية» أن يكون وضع كلمة الإشارة غير مشير بها إلى
شيء ليشير بها عند الحاجة والفراغ من المشار إليه» وانظر الكتاب : ١ / ٢.
نام کتاب : شرح ابن طولون على ألفية ابن مالك نویسنده : ابن طولون جلد : 1 صفحه : 19