نام کتاب : شرح ابن طولون على ألفية ابن مالك نویسنده : ابن طولون جلد : 1 صفحه : 178
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
والثّان
مبتدأ وذا الوصف خبر
إن في سوى
الإفراد طبقا استقر
يعني : أنّ
الوصف المذكور إذا كان مطابقا لمرفوعه في غير الإفراد ـ وهو التثنية والجمع ـ جعل
الثّاني ـ وهو الذي كان مرفوعا بالوصف / ـ مبتدأ ، وجعل الوصف خبرا مقدما ، وذلك
نحو «أقائمان [١] الزّيدان ، وأقائمون [٢] الزّيدون» ، فـ «الزّيدان ، والزّيدون» مبتدآن خبرهما «قائمان
، وقائمون» ، ولا يجوز أن يكون الوصف المذكور مبتدأ في هذين المثالين لتحمله ضمير
الاسم الذي بعده ، وهذا الوصف جار مجرى الفعل ، فلا يثنّى ولا يجمع.
وفهم من قوله :
«في [٣] سوى الإفراد» أنّ المطابق [٤] في الإفراد لا يتعيّن فيه كون الثّاني مبتدأ والوصف
خبرا ، بل يجوز فيه الوجهان ، وذلك نحو (أَراغِبٌ)[٥] أَنْتَ [مريم : ٤٦] ، فيجوز في «راغب» أن يكون خبرا
مقدما ، وأن يكون مبتدأ ، «وأنت» فاعل سدّ مسدّ الخبر ، فإن رجح الأول بأنّ الأصل
في المقدّم الابتداء ، عورض بأنّ الأصل في الوصف الخبريّة ، فلمّا تعارض الأصلان
تساقطا.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
ورفعوا مبتدأ
بالابتدا
كذاك رفع خبر
بالمبتدا
يعني : أنّ
الرّافع للمبتدأ هو الابتداء [٦] ، و [٧] هو التّجرّد عن العوامل اللفظية للإسناد [٨].
خبير بنو لهب فلا تك ملغيا
مقالة لهبيّ إذا الطّير مرّت
وأجيب بأن «خبير» خبر مقدم ، ولم يطابق
، لأن باب «فعيل» لا يلزم فيه المطابقة.
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٥٧ ،
شرح الأشموني : ١ / ١٩٢ ، حاشية الصبان : ١ / ١٩٢ ، شرح الرضي : ١ / ٨٧ ، شرح
المرادي : ١ / ٢٧١ ، الهمع : ٢ / ٦ ـ ٧ ، شرح الكافية لابن مالك : ١ / ٣٣٣.
[١] في الأصل : قائمان. انظر المكودي بحاشية الملوي : ٣١.
[٢] في الأصل :
قائمون. انظر المكودي بحاشية الملوي : ٣١.
[٦] هذا مذهب سيبويه
وأكثر البصريين. وذهب الكوفيون إلى أنّ الرافع له الخبر وأنّ المبتدأ والخبر
يترافعان. وقيل : الرافع له التهمم والاعتناء ، وتهممك واعتناؤك به هو جعلك له
أولا لفظا أو نية. وقيل : الرافع له شبهه بالفاعل من أنه مخبر عنه كالفاعل ، ولا
يستغنى عن الخبر ،
نام کتاب : شرح ابن طولون على ألفية ابن مالك نویسنده : ابن طولون جلد : 1 صفحه : 178