أعطاني) أي : كفاني» وفي موضع آخر من (العين) قال [١] : «قط خفيفة ، هي بمنزلة حسب ، يقال (قطك هذا الشيء) أي
(حسبكه) ، قال :
امتلأ
الحوض وقال قطني
قد وقط لغتان
في (حسب) لم يتمكنا في التصريف ، فإذا أضفتها إلى نفسك قويتا بالنون فقلت : قدني
وقطني ، كما قوّوا (عنّي ومنّي ولدنّي) بنون أخرى.
قال أهل الكوفة
: معنى (قطني) كفاني ، النون في موضع النصب مثل نون (كفاني) ، لأنك تقول : (قط عبد
الله درهم).
وقال أهل
البصرة : الصواب فيه الخفض على معنى : (حسب زيد) و (كفى زيد). وهذه النون عماد [٢] ومنعهم أن يقولوا : (حسبتني) لأن الباء متحركة ، والطاء
هناك ساكنة فكرهوا تغييرها عن الإسكان ، وجعلوا النون الثانية من لدنّي عمادا
للياء» وقد مثل الخليل لذلك في منظومته بقوله
ويعني بهذا
الخفض ما عناه بقوله في معجم العين [٤] : «وأما القطّ الذي في موضع : ما أعطيته الا عشرين
درهما قطّ ؛ فإنه مجرور فرقا بين الزمان والعدد» ومثال الوارد في المنظومة دليل
قاطع على هذا القصد الموجود في المثال السابق عند ما يقول [٥] :
[٢] يلاحظ استخدام
الخليل لكلمة عماد ، وبهذا النص نردّ على من أشاروا إلى أن نون العماد من مصطلحات
الكوفيين ، فقد ورد في نص الخليل مرتين ، انظر المدارس النحوية ١١١ ، ١١٢ ، مدرسة
الكوفة ٣١٢ وهذه إضافة جديدة من خلال معجم العين.