معرفتنا بأن قائل هذا البيت ابن مروان النحوي إنما هو مروان بن سعيد بن
عباد بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة ، أحد أصحاب الخليل المتقدمين المبرزبن في
النحو [١] ، ولعل ذلك ينبئ عن أن الخليل قد أخذ هذا البيت عن صاحبه مروان مستشهدا به
[٢] ثم جاء سيبويه لينقل هذا الرأي كاملا عن الخليل مع البيت السابق المستشهد
به ؛ وفي عبارة سيبويه ما يوحي بذلك عند ما يقول خلال العرض السابق : «يحسن الجر
في هذا كله وهو عربي» وإذا دلّ هذا على شيء ، فإنما يدل على أن ما ورد عن الخليل
في منظومته لا يتعارض مع ما ورد عنه في بقية المصادر ، ولعل ما ورد عند سيبويه
قرينة قوية على أن هذا الرأي للخليل ، ربما لم يشر سيبويه قرينة قوية على أن هذا
الرأي للخليل ، ربما لم يشر سيبويه صراحة إلى ذلك ، لكن أسلوبه الذي ألمحنا إليه
سابقا ، بالإضافة إلى استخدامه لغة الحوار في هذا الموضع قائلا «فلو قلت» ، «فإن
قلت» يدل على ما نحاول إثباته ونبحث عنه.
النداء المفرد المنعوت :
موضوع النداء
لدى الخليل موضوع يستحق الدراسة ، حيث يظهر لنا أن بعض عناوين جزئياته جاءت في غير
مكانها ، أو جاءت نماذج التمثيل عنده مخالفة للعنوان ؛ أو أن هناك شيئا ما يجب أن
يلحظ لدى الخليل ، ومما استوقفني عنوان : (باب النداء المفرد المنعوت) الذي يقول
الخليل تحته [٣] :
وإذا أتيت
بمفرد ونعتّه
فانصب فذاك ـ
إذا فعلت ـ الأصوب
يا راكبا
فرسا ويا متوجها
للصيد دونك
إن صيدك محصب
عند قراءتي
لهذين البيتين ذهبت في أول الأمر إلى أن البيت الثاني وضع
[١]الكتاب ١ / ٩٧
هامش للأستاذ المحقق عبد السّلام هارون.
[٢] ولعل ذلك يدل على
إمكانية أن يذكر الخليل بيتا من الشعر ليس له كما يذكر رأيا لأحد من معاصريه كما
فعل مع سيبويه وقطرب ، وأيضا ربما يعطي دلالة أخرى مهمة عند ما يستخدم الخليل (مهلب)
في نماذجه التمثيلة.