البناء مشترطا عدم وجود (ال) ظاهرة في السياق ، هذا من خلال أبيات المنظومة
وكذلك مما ورد عنه صراحة في كتاب الجمل حيث يقول [١] تحت عنوان «الخفض بالبنية» : «و (أمس) أيضا مخفوض في
الفاعل والمفعول به تقول : (أتيته أمس) ، و (ذهب أمس بما فيه) ، و (كان أمس يوما
مباركا) ، وإن أمس يوم مبارك). فإذا أدخلت عليه الألف واللام ، أو أضفته إلى شيء
أو جعلته نكرة أجريته. تقول : (كان الأمس يوما مباركا) ، وإن الأمس الماضي يوم
مبارك ، و (كان أمسكم يوما طيبا). قال الشاعر :
من خلال القول
السابق للخليل يظهر لنا الربط الواضح بين البناء والدلالة على معين والإعراب (الإجراء)
على حد القول السابق للخليل : «فإن جعلته نكرة أجريته» ويشترط لبنائه أيضا عدم
دخول (ال) عليه أو إضافته.
يبدو مما سبق
التوافق واضحا بين رأي الخليل الوارد في المنظومة وفي كتابه الجمل ، وفي كتاب
سيبويه [٣] عند ما أشار إلى أن الحركة في (أمس) لغير الإعراب. من
هنا فلا تناقض بين المواضع الثلاثة.
وعلى هذا يمكن
القول : إذا كان اعتراض سيبويه على الخليل من ناحية أن معنى التعريف كامن في كلمة «أمس»
بالبناء والدلالة على معين دون تقدير (ال) ؛ أقول : إذا كان القصد كذلك فإن سيبويه
محق كل الحق ، ويكون اعتراضه جيدا وفي مكانه الصحيح ، لأن الارتباط بين الشكل
والمعنى في كلمة (أمس) بالبناء ملموس ، بل ومؤكد ، فهي معرفة بالبناء على الكسر
إذا