نام کتاب : الممنوع من الصرف في اللغة العربيّة نویسنده : عبد العزيز علي سفر جلد : 1 صفحه : 403
وكأن هذا
الكلام تفسير للكلام الوارد عند سيبويه لأن أفعل التفضيل ، لا يكون جمعا إلا بشرط
تحليته بالألف واللام ، والأصل في هذا كله هو وجود حرف الجر «من» وعدم وجوده ،
فإذا وجد هذا الحرف مع صيغة أفعل التفضيل فإنه يجب فيه الإفراد والتذكير ، وإذا
حذف فإنه تجب فيه المطابقة من حيث الإفراد والتثنية والجمع مذكرا كان أو مؤنثا ،
فكلمة «أخر» بالرغم من كونها جمعا تأتي مجردة من «أل». ويعقب الزجاج على هذا بقوله
: «والذي أذهب إليه من «أخر» اجتمع فيها : أنها استعملت بغير ألف ولام ، وأدت عن
حقيقة «أخر منك» فأدت عن معنى الصفة وهذا كأنه شرح لمذهب سيبويه» [١].
ويقول المبرّد
: «فأما» «أخر» فلو لا العدل انصرفت ؛ لأنها جمع أخرى فإنما هي بمنزلة الظلم ،
والنقب ، والحذر ، ومثلها مما هو على وزنها : الكبرى والكبر ، والصغرى والصغر ..
وذلك أن «أفعل» الذي معه من كذا وكذا ، لا يكون إلا موصولا بمن ، أو تلحقه الألف
واللام نحو قولك : «هذا أفضل منك ، وهذا الأفضل وهذه الفضلى .. فكان حق (آخر) أن
يكون معه (من) نحو قولك : جاءني زيد ورجل آخر .. فلما جمعناها فقلنا : «أخر» كانت
معدولة عن الألف واللام فذلك الذي منعها الصرف. قال الله عزّ وجل : (وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ) وقال : (فَعِدَّةٌ مِنْ
أَيَّامٍ أُخَرَ)[٢].
وجاء في كتاب «معاني
القرآن وإعرابه» للزجاج أن الخليل وسيبويه