نام کتاب : الممنوع من الصرف في اللغة العربيّة نویسنده : عبد العزيز علي سفر جلد : 1 صفحه : 251
جزء منه فجرت اللام في «السّحر» مجرى همزة أحمر وإجفيل وإخريط وتاء تجفاف
وياء يرمع فلما عدلت «سحر» صار كأنك عدلت مثالا من هذه الأمثلة إلى فعل» [١] نلاحظ مما سبق أن هذا التعليل فيه نوع من التكلف مرده
أن لفظي «سحر» موجودان في اللغة وقد نطقت العرب بهما ، ولكل موضعه وخصائصه
البلاغية ، فلماذا لا نرجع إلى المنطوق من العرب بدلا من البحث المتكلف فيه ، كي
تسير القاعدة النحوية باطراد؟ وفي ذلك ما فيه من البعد عن الواقع والحقيقة؟.
إذن خلاصة
القول في «سحر» هو أنه ممنوع من الصرف للعلمية والعدل بالشروط السالفة الذكر ،
بحيث لو زال منها شرط فإنه يصرف فإن نكر انصرف نحو قوله تعالى : (إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ
بِسَحَرٍ) لأنه قد زال السببان معا بالتنكير ، لأنه إنما كان
معدولا في حال التعريف ، وكذلك إذا دخلته الألف واللام صرفته نحو السحر ، لأنك قد
رددته إلى الأصل فزال العدل [٢].
قلنا إذا زال
أحد تلك الشروط فإنه يصرف وذلك لأنه لو «لم يكن لفظ «سحر» ظرف زمان بأن كان اسما
محضا ، معناه الوقت المعين دون دلالة على ظرفية شيء وقع فيه ، وجب تعريفه «بأل» أو
«بالإضافة» إذا أريد منه أن يدل على التعيين ، ولا تصح العلمية ، نقول السحر أنسب
الأوقات للتفكير الهادئ وصفاء الذهن ، وعجيب أن يغفل الناس عن سحرهم وأن يقضوا
سحرهم نائمين [٣].