نام کتاب : الممتع في التّصريف نویسنده : ابن عصفور جلد : 1 صفحه : 19
باب
تبيين الحروف الزوائد
والأدلّة التي يتوصّل
بها
إلى معرفة زيادتها من
أصالتها
وإنّما بدأنا
بهذا القسم ؛ لأنه يبنى عليه معرفة التصغير والتكسير اللذين جرت عادة النحويّين
بذكرهما ، قبل الخوض في علم التصريف ـ ومعرفة كثير من الأسماء ، التي لا تنصرف أيضا
، نحو الأسماء التي امتنع صرفها ؛ لكونها على وزن الفعل الغالب أو المختصّ ، أو
لزيادة الألف والنون في آخرها ؛ إذ لا يوصل إلى معرفة الزيادة والوزن إلّا من علم
التصريف.
أمّا الأدلّة ،
التي يعرف بها الزائد من الأصليّ ، فهي الاشتقاق ، والتصريف ، والكثرة واللّزوم ،
ولزوم حرف الزيادة البناء ، وكون الزيادة لمعنى ، والنظير ، والخروج عن النظير ،
والدخول في أوسع البابين عند لزوم الخروج عن النظير.
أمّا الاشتقاق
منها فينقسم إلى قسمين : اشتقاق أصغر ، واشتقاق أكبر.
فالاشتقاق
الأكبر هو عقد تقاليب الكلمة كلّها على معنى واحد ، نحو ما ذهب إليه أبو الفتح بن
جنّي من عقد تقاليب «القول» السّتّة على معنى الخفّة ، ولم يقل به أحد من
النحويّين إلّا أبا الفتح ، وحكى هو عن أبي عليّ ، أنه كان يأنس به في بعض الأماكن
، والصحيح أنّ هذا النحو ، من الاشتقاق ، غير مأخوذ به ، لعدم اطّراده ، ولما يلحق
فيه من التكلّف لمن رامه ، وقد صرّح صاحب هذا المذهب ـ وهو أبو الفتح بن جنّي ـ بعدم
اطّراد هذا القسم ، من الاشتقاق ، فقال «على أنّ هذا ، وإن لم يطرّد ، وينقد في كل
أصل ، فالعذر فيه على كلّ حال ، أبين منه في الأصل الواحد ، من غير تقليب لشيء من
حروفه ، فإذا جاز أن يخرج بعض الأصل الواحد ، من أنّ تنظمه قضيّة الاشتقاق ، كان
فيما تقلبّت أصوله ـ عينه وفاؤه ولامه ـ أسهل ، والمعذرة فيه أوضح». انتهى.
نام کتاب : الممتع في التّصريف نویسنده : ابن عصفور جلد : 1 صفحه : 19