نام کتاب : الممتع في التّصريف نویسنده : ابن عصفور جلد : 1 صفحه : 153
باب الألف
الألف لا تكون
أبدا أصلا. بل تكون زائدة ، أو منقلبة عن ياء ، أو واو. فمثال الزائدة ألف «ضارب»
؛ لأنه من الضّرب. ومثال المنقلبة عن الياء ألف «رمى» ؛ لأنه من الرّمي. ومثال
المنقلبة عن الواو ألف «غزا» ؛ لأنه من الغزو. إلّا فيما لا يدخله التصريف ، نحو
الحروف ، والأسماء المتوغلة في البناء ، فإنه ينبغي أن يقضى على الألف فيه بأنها
أصليّة. إذ لا دليل على جعلها زائدة ، ولا يعلم لها أصل في الياء ، ولا في الواو ،
فيقضى على الألف بأنها منقلبة عن ذلك الأصل. ومما يبيّن ذلك وجود «ما» و «لا»
وأمثالهما ، في كلامهم. وقد تقدّم تبيين ذلك.
والألف لا تخلو
أن يكون معها حرفان أو أزيد. فإن كان معها حرفان قضيت عليها بأنها منقلبة من أصل ،
إذ لا بدّ من الفاء والعين واللّام ، نحو «رمى» و «غزا».
وإن كان معها
أزيد فلا يخلو أن يكون معها ثلاثة أحرف ، مقطوع بأصالتها ، فصاعدا ، أو حرفان
مقطوع بأصالتهما ، وما عداهما مقطوع بزيادته ، أو محتمل أن يكون أصلا ، وأن يكون
زائدا.
فإن كان معها
حرفان مقطوع بأصالتهما ، وما عداهما مقطوع بزيادته ، كانت الألف منقلبة عن أصل ،
إذ لا بدّ من ثلاثة أحرف أصول ، كما تقدّم ، وذلك نحو «أرطى» [١] في لغة من يقول «أديم مرطيّ» ؛ ألا ترى أنّ قوله «مرطيّ»
يقضي بزيادة الهمزة ، وإذا ثبتت زيادتها ثبت كون الألف منقلبة عن أصل.
وإن كان ما
عداهما محتملا للأصالة والزيادة فلا يخلو أن يكون ميما ، أو همزة في أوّل الكلمة ،
أو نونا ثالثة ساكنة فيما هو على خمسة أحرف ، أو غير ذلك من الزوائد.
فإن كان ميما
أو همزة أولا أو نونا ثالثة ساكنة قضيت على الألف بأنها منقلبة من أصل ، وعلى
الميم أو الهمزة أو النون بالزيادة. وذلك نحو «أفعى» و «موسى» ، ونحو
[١] الأرطى : شجر
ينبت بالرمل ، رائحته طيبة ، لسان العرب ، مادة (أرط).
نام کتاب : الممتع في التّصريف نویسنده : ابن عصفور جلد : 1 صفحه : 153