نام کتاب : أساليب بلاغية نویسنده : أحمد مطلوب جلد : 1 صفحه : 55
وأجابه المبرد
: «إنّ حق البلاغة إحاطة القول بالمعنى واختيار الكلام وحسن النظم حتى تكون الكلمة
مقاربة أختها ومعاضدة شكلها ، وأن يقرب بها البعيد ، ويحذف منها الفضول» [١].
ومصطلح «البلاغة»
فى هذه الرسالة لا يعنى العلم المعروف ، وإنّما هو تحديد لبعض معانيها. وإذا لم نجد
فيها ما نطمح إليه فاننا نستطيع القول إنّ المبرد أول من أطلق «البلاغة» على بعض
رسائله.
العسكرى :
ويظهر مصطلح
البلاغة بوضوح فى «كتاب الصناعتين» لأبى هلال العسكرى (ـ ه) الذى قال : «إن أحق
العلوم بالتعلم وأولاها بالتحفظ بعد المعرفة بالله ـ جل ثناؤه ـ علم البلاغة
ومعرفة الفصاحة [٢]». وقال : «البلاغة من قولهم : بلغت المكان ، إذا انتهيت
إليها وبلغتها غيرى ، ومبلغ الشىء منتهاه. والمبالغة فى الشىء : الانتهاء إلى
غايته ، فسميت البلاغة بلاغة ، لأنها تنهى المعنى إلى قلب السامع فيفهمه ، وسميت
البلغة بلغة لأنك تتبلغ بها فتنتهى بك إلى ما فوقها وهى البلاغ أيضا [٣]» وأبدى رأيه فى تعريفها ، وحدّدها بقوله : «البلاغة :
كل ما تبلغ به قلب السامع فتمكنه فى نفسه كتمكنه فى نفسك ، مع صورة مقبولة ومعرض
حسن» [٤].
والبلاغة ـ
عنده ـ من صفة الكلام لا من صفة المتكلم ، ولذلك لا يجوز أن يسمّى الله بليغا ، إذ
لا يجوز أن يوصف بصفة موضوعها الكلام. وتسمية المتكلم بأنّه بليغ توسع ، وحقيقته
أنّ كلامه بليغ كما نقول : «رجل محكم» ونعنى أنّ أفعاله محكمة. قال تعالى : (حِكْمَةٌ بالِغَةٌ)[٥] فجعل البلاغة من