نام کتاب : أساليب بلاغية نویسنده : أحمد مطلوب جلد : 1 صفحه : 54
ونفى الشواغل عن قلوبهم بالموعظة الحسنة على الكتاب والسنة ، كنت قد أوتيت
فصل الخطاب واستحققت على الله جزيل الثواب [١].
وقال الأصمعى (ـ
ه) عن البليغ إنّه : «من طبّق المفصل وأغناك عن المفسّر» [٢].
وقال العتابى (ـ
ه) إنّ كل من أفهمك حاجته من غير إعادة ولا حبسة ولا استعانة فهو بليغ ، فان أردت
اللسان الذى يروق الألسنة ويفوق كل خطيب فاظهار ما غمض من الحق وتصوير الباطل فى
صورة الحق» [٣].
الجاحظ :
ولم يعرفها
الجاحظ (ـ ه) بعد أن ذكر كثيرا من تعريفاتها ، واكتفى بأن اختار قولا أعجبه. يقول
: «وقال بعضهم ـ وهو من أحسن ما اجتبيناه ودوّناه ـ لا يكون الكلام يستحق اسم
البلاغة حتى يسابق معناه لفظه ، ولفظه معناه ، فلا يكون لفظه إلى سمعك أسبق من
معناه إلى قلبك [٤]»
وليس فى هذا
التعريف ما يشير إلى المعنى الاصطلاحى الذى حدّده البلاغيون ، والجاحظ فى كل ما
ذكر لا يضع بين الفصاحة والبلاغة حدا فاصلا ، فكثيرا ما تأتيان مترادفتين وهما
عنده البيان بمعناه الواسع قبل أن يقيده المتأخرون.
المبرد :
وللمبرد (ـ ه)
رسالة صغيرة سماها «البلاغة» أجاب فيها عن رسالة أحمد بن الواثق الذى سأله : «أى
البلاغتين أبلغ؟ أبلاغة الشعر أم بلاغة الخطب والكلام المنثور والسجع؟ وأيتهما
عندك ـ أعزك الله ـ أبلغ؟»
[١] البيان ج ١ ص ١١٤
، وينظر عيون الأخبار ج ٢ ص ١٧٠.